طائرة المقاومة.. نقلة نوعية في مواجهة الاحتلال
صفحة 1 من اصل 1
طائرة المقاومة.. نقلة نوعية في مواجهة الاحتلال
طائرة المقاومة.. نقلة نوعية في مواجهة الاحتلال
المؤلف: خاص
بتاريخ 5/5/2007 أعلنت المقاومة العراقية عن نجاحها في إدخال أسلحة جديدة ومتطورة في قتالها ضد المحتل الأمريكي، حيث حاولت تنفيذ أول هجوم لها على مقر حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الموالي للاحتلال باستخدام طائرة صغيرة تعمل بالتحكم عن بعد، وهي الخطوة التي كانت بمثابة صدمة للاحتلال وأعوانه حيث سرعان ما خرج ليعبر عن مخاوفه من التطور التكنولوجي والتقني في الأسلحة الذي وصلت إليه المقاومة العراقية.
تلك الواقعة سبقتها إرهاصات عديدة عن التطور النوعي الذي تشهده أساليب المقاومة العراقية والذي تسبب في إرباك حسابات قوات الاحتلال الأمريكية وفقاً للمصادر الغربية نفسها، بل كانت سبباً مباشراً في تغيير الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية بأكملها حسب رؤية أكثر المحللين المهتمين بالشأن العراقي.
فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية مؤخراً شهادات لعسكريين أمريكيين في العراق، في سياق رصدها للتطور الملحوظ في عمليات المقاومة العراقية سواء التكتيكي أوالتسلح، فبدأت الصحيفة تقريرها برصد أسلوب المقاومة في مهاجمة وقطع خطوط الإمدادات العسكرية وهو أمر أظهر وجود درجة عالية من التنسيق بين فصائل المقاومة العراقية في كافة أنحاء العراق، فقد تعرضت الجسور والطرق التي تستخدمها القوات الأمريكية إلى المهاجمة والتدمير من قِبل عناصر المقاومة حتى أصبحت هذه الطرق غير صالحة لاستخدامها لنقل المعدات والشاحنات الثقيلة والعربات المدرعة.
يقول عقيد في الجيش الأمريكي: "سقوط الجسور كان مثيراً جداً؛ لأنه أظهر تنسيق على المستوى الوطني لتنفيذ هذه الهجمات حيث بدأت عناصر المقاومة باستطلاع الطرق التي تستخدمها القوات الأمريكية وبعد ذلك حصلت على الكميات الكافية من المتفجرات لتدمير هذه الجسور قبل مرور القوافل العسكرية".
وتضيف الصحيفة: إن تدمير الجسور ليس هو الدليل الوحيد على التطور المتصاعد في أساليب المقاومة، بل هناك الكمائن، والتي تطورت من كمائن عادية بالعبوات الناسفة، إلى كمائن شاملة معقدة يستخدم فيها العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية ونيران الرشاشات.
ويصف عريف أمريكي كمين تعرضت له مجموعته العسكرية فيقول: إن الكمين بدأ بقنبلة ثم تبعه عدة انفجارات ثم هوجموا بنيران الرشاشات ووابل من القنابل اليدوية التي تعمل بالدفع الصاروخي.
وفي كمين آخر شرقي النجف تمكنت مجموعة من المقاتلين من استدراج ست عربات مدرعة أمريكية حيث تخطت هذه المدرعات أماكن المقاتلين دون أن يشعروا بهم، ثم قام المقاتلون بوضع العراقيل والعقبات في ظهر المدرعات حتى لا تستطيع التراجع وعندما تقدمت للأمام كان المقاتلون العراقيون قد تنكروا في زى رجال الشرطة حيث قاموا بإطلاق النار عليهم.
كذلك جاء في وثيقة سرية للجيش الأمريكي نشرتها صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، اعتراف الأمريكان بأن جماعات المقاومة العراقية تواصل ابتكار وسائل جديدة لإخفاء وتفجير العبوات الناسفة، الأمر الذي جعل من الإجراءات المضادة التي تتخذها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكثر صعوبة.
كذلك أوضحت الوثيقة إنه بعد أن نجح الجيش الأمريكي في التشويش على إشارات الراديو بين المهاجمين والعبوات الناسفة بدائية الصنع (IED)، فإن المقاتلين العراقيين عادوا بسرعة إلى استخدام الأسلاك المباشرة التي يمكن التشويش عليها.. وأشارت الوثيقة إلى أن المقاومين بدأوا في دفن القنابل تحت الطرق ومن ثم يقومون بتسوية الحفر، وأضافت: إن المقاومين يلجأون أيضًا إلى استخدام الحيوانات الميتة كمخابئ للمتفجرات، ويضعون المتفجرات في أكياس بيضاء يتم إخفاؤها على جانب الطرق.
وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه "البنتاجون" أن تفجير القنابل عن بُعد من أكثر الأسلحة استخدامًا من قبل المقاومة العراقية في هجماتها ضد القوات الأمريكية، كان المقاومون العراقيون يؤكدون على أن المقاومة بصدد تطوير أساليبها الهجومية وشن سلسلة من الهجمات بتكتيكات جديدة.
وكان الجيش العراقي في أحدث تقرير له إلى القادة العسكريين – بحسب صحيفة "واشنطن تايمز" – قد أكد على أن "خبرة العدو تتحسن باستمرار" في إشارة واضحة للمقاومة العراقية، مضيفاً: إن "المقاتلين العراقيين أصبح لديهم القدرة على "التكيف في جميع الأوقات".
إلا أن واقعة استخدام المقاومة العراقية لطائرة بدون طيار في إحدى عملياتها الأخيرة قد اعتبر بمثابة قفزة مذهلة حققتها المقاومة على الصعيد العملياتي ضد الاحتلال، فالمقاومة كانت – حتى وقت قريب – لا تستطيع السيطرة على سماء العراق التي كانت حكراً على الطائرات الأمريكية المعادية، ومن ثم سعت المقاومة لتطوير أسلحتها الهجومية أرض – جو ونجحت بالفعل في إسقاط العديد من الطائرات العسكرية الأمريكية بمضادات الدبابات وتمكنت من قنص عديد من الطائرات التي كانت تستغل تحليقها على ارتفاعات منخفضة أثناء عمليات التمشيط.. ثم جاء التطور المذهل في بدء المقاومة غزو السماء العراقية، لتشكل تهديداً حقيقياً لقوات الاحتلال.
وقد ورد في دراسة حديثة نُشرت في تاريخ 9/5/2007 بعنوان: "تطور أساليب المقاومة العراقية"، أعدها "أنطوني كوردسمان" الباحث الغربي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في سياق الحديث عن التطور النوعي الذي تشهده المقاومة على مستوى الأفراد تحديداً: "أظهر رجال المقاومة قدرة هجومية ثابتة على مستويين رئيسين من العمليات:
أولاً: عن طريق نطاق عريض من الهجمات الصغيرة التي تتم على مستويات منخفضة، والتي لها تأثير تراكمي خطير.
ثانيًا: عن طريق الهجمات الكبيرة التي تهدف إلى جذب الانتباه الإعلامي, وقتل مؤيدي الحكومة".
وتضيف الدراسة: "وإذا ما نظرنا إلى هذه الدورات في ذلك الصراع المتنامي, سنجد أنه لا توجد أية إشارة واضحة على أن أحدهم قد ربح المعركة أو خسرها، فعلى سبيل المثال بلغ عدد العمليات ذروتها حيث وصل إلى حوالي 700 عملية أسبوعيًا في شهر أكتوبر من عام 2005, أي قبل الاستفتاء الذي أجرِي على الدستور في الخامس عشر من شهر أكتوبر, وذلك مقارنة بمعدل العمليات التي حدثت في منتصف شهر يناير من العام نفسه، والتي بلغت 430 عملية في الأسبوع.. إن مهمة عناصر المقاومة تكمن أكثر في تصعيد الهجمات إلى أقصى معدلاتها في الفترات الحرجة, أكثر من الاعتبار بنتائج القتال. وبنفس الطريقة, بلغ معدل القتلى من الأمريكيين – بحسب الأرقام الأمريكية المعلنة – منذ شهر مارس لعام 2003 حوالي 65 قتيلاً شهريًا، وفي شهر أكتوبر لعام 2005 كان عدد قتلى الأمريكان 96, وبلغ 84 قتيلاً في نوفمبر و68 في ديسمبر, و63 في يناير من عام 2006. وتعكس الأرقام السابقة مدى التغير في الأهداف وفي دورات الهجوم".
كما تصف الدراسة – وهي الأولى من نوعها التي يقوم بها باحث غربي – قتال المقاومة ضد قوات الاحتلال بأنه حرب استنزاف يكون النصر فيها للأكثر قدرة على التحمل حتى النهاية، ويقول على ضوء ذلك: "لقد تعلمت المقاومة العراقية, على الرغم من ذلك, وتأقلمت مع الأحداث من خلال التجربة. وأظهرت المقاومة قدرتها على زيادة عدد الهجمات مع مرور الوقت, كما أنها نجحت في إصابة الكثير من الأهداف السياسية والاقتصادية الهامة. إن إشعال حرب أهلية وتدمير العملية السياسية العراقية قد لا يؤدي إلى انتصار المقاومة, ولكنه يمكن أن يحرم الحكومة العراقية والولايات المتحدة من تحقيق أهدافها. إن عناصر المقاومة من السنّة تواصل نجاحاتها في الهجمات التي تشنّها على الأهداف السياسية والدينية والعرقية الهامة لكل من الأكراد والشيعة سواء عن طريق الهجمات الاستشهادية أو غيرها من أساليب التفجير الهائلة.
ثم تذكر الدراسة حصيلة نشاط المقاومة في الفترة الأخيرة، والذي تستنتج منه مدى ما وصلت إليها من تقدم في أساليب القتال والمواجهات الميدانية، فتقول: "لقد تزايدت الهجمات الاستشهادية؛ مما أدى إلى إصابة ومصرع أعداد هائلة من العراقيين. وارتفع عدد تفجيرات السيارات المفخخة من 420 في عام 2004 إلى 873 في 2005, في حين ازداد عدد الهجمات الاستشهادية باستخدام السيارات من 133 إلى 411, وارتفع عدد الهجمات الاستشهادية بالأحزمة الناسفة من 7 في 2004 إلى 67 في 2005 . ومرة بعد مرة, نجحت المقاومة في استهداف المدنيين الشيعة والسنّة ممن يتعاملون مع الحكومة بأسلوب من شأنه أن يُشعل حربًا أهلية خطرة.. إن استخدام القنابل التي تُزرع على جانبيْ الطريق، والتي تعرف بالقنابل ارتجالية الصنع، يظل مشكلة كبرى بالنسبة للولايات المتحدة ولغيرها من قوات التحالف. لقد تضاعف إجمالي عدد الهجمات التي تمت باستخدام قنابل الطرق تقريبًا من 5.607 في عام 2004 إلى 10.953 في 2005. وبينما انخفض معدل نجاح الهجمات التي تتم باستخدام قنابل الطرق بصورة كبيرة حيث صار 10 % في عام 2005 بعد أن كان يتراوح بين 25 إلى 30 % في 2004, إلا أن تلك القنابل لا زال لها تأثير كبير. ففي خلال عام 2005 , كان هناك 415 حالة قتل ناتجة عن قنابل الطرق من إجمالي 674 حالة قتل, أي ما يبلغ نسبة 61.6 % من إجمالي القتلى. إن أجهزة التفجير المحسّنة تعتبر مسئولة عن 4.256 من حالات الإصابات، والتي تبلغ 5,947 حالة, أي ما يعادل 71.6 % من إجمالي الإصابات. وبدءًا من شهر يوليو 2005، وحتى شهر يناير 2006م, أودت قنابل الطرق بحياة 234 من أعضاء الخدمات الأمريكية من إجمالي قتلى المعارك الذي يبلغ 369 قتيلاً, أي ما يعادل 63.4 %. كما أن هذه القنابل تسببت في 2.314 من إجمالي الإصابات البالغ عددها 2.980, أي ما يعادل 77.7 %".
وهكذا نجد أن المقاومة العراقية قد فرضت نفسها كواحدة من نماذج المقاومة الفريدة في التاريخ، ليس فقط بسبب مواجهتها لأكبر إمبراطورية في التاريخ (الولايات المتحدة الأمريكية) وهي في ذروة قوتها، وإنما بانطلاقها واستمرارها من دون إسناد من أي قوة أخرى، وقد طرحت المقاومة العراقية نفسها كخيار استراتيجي لتحرير العراق واستعادة وحدته وهويته العربية الإسلامية، وهي في الوقت نفسه الضامن لإفشال المشروع الأميركي الذي يستهدف الأمة كلها.
http://islamicnews.net/Document/Show...dItemSellected=
المؤلف: خاص
بتاريخ 5/5/2007 أعلنت المقاومة العراقية عن نجاحها في إدخال أسلحة جديدة ومتطورة في قتالها ضد المحتل الأمريكي، حيث حاولت تنفيذ أول هجوم لها على مقر حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الموالي للاحتلال باستخدام طائرة صغيرة تعمل بالتحكم عن بعد، وهي الخطوة التي كانت بمثابة صدمة للاحتلال وأعوانه حيث سرعان ما خرج ليعبر عن مخاوفه من التطور التكنولوجي والتقني في الأسلحة الذي وصلت إليه المقاومة العراقية.
تلك الواقعة سبقتها إرهاصات عديدة عن التطور النوعي الذي تشهده أساليب المقاومة العراقية والذي تسبب في إرباك حسابات قوات الاحتلال الأمريكية وفقاً للمصادر الغربية نفسها، بل كانت سبباً مباشراً في تغيير الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية بأكملها حسب رؤية أكثر المحللين المهتمين بالشأن العراقي.
فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية مؤخراً شهادات لعسكريين أمريكيين في العراق، في سياق رصدها للتطور الملحوظ في عمليات المقاومة العراقية سواء التكتيكي أوالتسلح، فبدأت الصحيفة تقريرها برصد أسلوب المقاومة في مهاجمة وقطع خطوط الإمدادات العسكرية وهو أمر أظهر وجود درجة عالية من التنسيق بين فصائل المقاومة العراقية في كافة أنحاء العراق، فقد تعرضت الجسور والطرق التي تستخدمها القوات الأمريكية إلى المهاجمة والتدمير من قِبل عناصر المقاومة حتى أصبحت هذه الطرق غير صالحة لاستخدامها لنقل المعدات والشاحنات الثقيلة والعربات المدرعة.
يقول عقيد في الجيش الأمريكي: "سقوط الجسور كان مثيراً جداً؛ لأنه أظهر تنسيق على المستوى الوطني لتنفيذ هذه الهجمات حيث بدأت عناصر المقاومة باستطلاع الطرق التي تستخدمها القوات الأمريكية وبعد ذلك حصلت على الكميات الكافية من المتفجرات لتدمير هذه الجسور قبل مرور القوافل العسكرية".
وتضيف الصحيفة: إن تدمير الجسور ليس هو الدليل الوحيد على التطور المتصاعد في أساليب المقاومة، بل هناك الكمائن، والتي تطورت من كمائن عادية بالعبوات الناسفة، إلى كمائن شاملة معقدة يستخدم فيها العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية ونيران الرشاشات.
ويصف عريف أمريكي كمين تعرضت له مجموعته العسكرية فيقول: إن الكمين بدأ بقنبلة ثم تبعه عدة انفجارات ثم هوجموا بنيران الرشاشات ووابل من القنابل اليدوية التي تعمل بالدفع الصاروخي.
وفي كمين آخر شرقي النجف تمكنت مجموعة من المقاتلين من استدراج ست عربات مدرعة أمريكية حيث تخطت هذه المدرعات أماكن المقاتلين دون أن يشعروا بهم، ثم قام المقاتلون بوضع العراقيل والعقبات في ظهر المدرعات حتى لا تستطيع التراجع وعندما تقدمت للأمام كان المقاتلون العراقيون قد تنكروا في زى رجال الشرطة حيث قاموا بإطلاق النار عليهم.
كذلك جاء في وثيقة سرية للجيش الأمريكي نشرتها صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، اعتراف الأمريكان بأن جماعات المقاومة العراقية تواصل ابتكار وسائل جديدة لإخفاء وتفجير العبوات الناسفة، الأمر الذي جعل من الإجراءات المضادة التي تتخذها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكثر صعوبة.
كذلك أوضحت الوثيقة إنه بعد أن نجح الجيش الأمريكي في التشويش على إشارات الراديو بين المهاجمين والعبوات الناسفة بدائية الصنع (IED)، فإن المقاتلين العراقيين عادوا بسرعة إلى استخدام الأسلاك المباشرة التي يمكن التشويش عليها.. وأشارت الوثيقة إلى أن المقاومين بدأوا في دفن القنابل تحت الطرق ومن ثم يقومون بتسوية الحفر، وأضافت: إن المقاومين يلجأون أيضًا إلى استخدام الحيوانات الميتة كمخابئ للمتفجرات، ويضعون المتفجرات في أكياس بيضاء يتم إخفاؤها على جانب الطرق.
وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه "البنتاجون" أن تفجير القنابل عن بُعد من أكثر الأسلحة استخدامًا من قبل المقاومة العراقية في هجماتها ضد القوات الأمريكية، كان المقاومون العراقيون يؤكدون على أن المقاومة بصدد تطوير أساليبها الهجومية وشن سلسلة من الهجمات بتكتيكات جديدة.
وكان الجيش العراقي في أحدث تقرير له إلى القادة العسكريين – بحسب صحيفة "واشنطن تايمز" – قد أكد على أن "خبرة العدو تتحسن باستمرار" في إشارة واضحة للمقاومة العراقية، مضيفاً: إن "المقاتلين العراقيين أصبح لديهم القدرة على "التكيف في جميع الأوقات".
إلا أن واقعة استخدام المقاومة العراقية لطائرة بدون طيار في إحدى عملياتها الأخيرة قد اعتبر بمثابة قفزة مذهلة حققتها المقاومة على الصعيد العملياتي ضد الاحتلال، فالمقاومة كانت – حتى وقت قريب – لا تستطيع السيطرة على سماء العراق التي كانت حكراً على الطائرات الأمريكية المعادية، ومن ثم سعت المقاومة لتطوير أسلحتها الهجومية أرض – جو ونجحت بالفعل في إسقاط العديد من الطائرات العسكرية الأمريكية بمضادات الدبابات وتمكنت من قنص عديد من الطائرات التي كانت تستغل تحليقها على ارتفاعات منخفضة أثناء عمليات التمشيط.. ثم جاء التطور المذهل في بدء المقاومة غزو السماء العراقية، لتشكل تهديداً حقيقياً لقوات الاحتلال.
وقد ورد في دراسة حديثة نُشرت في تاريخ 9/5/2007 بعنوان: "تطور أساليب المقاومة العراقية"، أعدها "أنطوني كوردسمان" الباحث الغربي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في سياق الحديث عن التطور النوعي الذي تشهده المقاومة على مستوى الأفراد تحديداً: "أظهر رجال المقاومة قدرة هجومية ثابتة على مستويين رئيسين من العمليات:
أولاً: عن طريق نطاق عريض من الهجمات الصغيرة التي تتم على مستويات منخفضة، والتي لها تأثير تراكمي خطير.
ثانيًا: عن طريق الهجمات الكبيرة التي تهدف إلى جذب الانتباه الإعلامي, وقتل مؤيدي الحكومة".
وتضيف الدراسة: "وإذا ما نظرنا إلى هذه الدورات في ذلك الصراع المتنامي, سنجد أنه لا توجد أية إشارة واضحة على أن أحدهم قد ربح المعركة أو خسرها، فعلى سبيل المثال بلغ عدد العمليات ذروتها حيث وصل إلى حوالي 700 عملية أسبوعيًا في شهر أكتوبر من عام 2005, أي قبل الاستفتاء الذي أجرِي على الدستور في الخامس عشر من شهر أكتوبر, وذلك مقارنة بمعدل العمليات التي حدثت في منتصف شهر يناير من العام نفسه، والتي بلغت 430 عملية في الأسبوع.. إن مهمة عناصر المقاومة تكمن أكثر في تصعيد الهجمات إلى أقصى معدلاتها في الفترات الحرجة, أكثر من الاعتبار بنتائج القتال. وبنفس الطريقة, بلغ معدل القتلى من الأمريكيين – بحسب الأرقام الأمريكية المعلنة – منذ شهر مارس لعام 2003 حوالي 65 قتيلاً شهريًا، وفي شهر أكتوبر لعام 2005 كان عدد قتلى الأمريكان 96, وبلغ 84 قتيلاً في نوفمبر و68 في ديسمبر, و63 في يناير من عام 2006. وتعكس الأرقام السابقة مدى التغير في الأهداف وفي دورات الهجوم".
كما تصف الدراسة – وهي الأولى من نوعها التي يقوم بها باحث غربي – قتال المقاومة ضد قوات الاحتلال بأنه حرب استنزاف يكون النصر فيها للأكثر قدرة على التحمل حتى النهاية، ويقول على ضوء ذلك: "لقد تعلمت المقاومة العراقية, على الرغم من ذلك, وتأقلمت مع الأحداث من خلال التجربة. وأظهرت المقاومة قدرتها على زيادة عدد الهجمات مع مرور الوقت, كما أنها نجحت في إصابة الكثير من الأهداف السياسية والاقتصادية الهامة. إن إشعال حرب أهلية وتدمير العملية السياسية العراقية قد لا يؤدي إلى انتصار المقاومة, ولكنه يمكن أن يحرم الحكومة العراقية والولايات المتحدة من تحقيق أهدافها. إن عناصر المقاومة من السنّة تواصل نجاحاتها في الهجمات التي تشنّها على الأهداف السياسية والدينية والعرقية الهامة لكل من الأكراد والشيعة سواء عن طريق الهجمات الاستشهادية أو غيرها من أساليب التفجير الهائلة.
ثم تذكر الدراسة حصيلة نشاط المقاومة في الفترة الأخيرة، والذي تستنتج منه مدى ما وصلت إليها من تقدم في أساليب القتال والمواجهات الميدانية، فتقول: "لقد تزايدت الهجمات الاستشهادية؛ مما أدى إلى إصابة ومصرع أعداد هائلة من العراقيين. وارتفع عدد تفجيرات السيارات المفخخة من 420 في عام 2004 إلى 873 في 2005, في حين ازداد عدد الهجمات الاستشهادية باستخدام السيارات من 133 إلى 411, وارتفع عدد الهجمات الاستشهادية بالأحزمة الناسفة من 7 في 2004 إلى 67 في 2005 . ومرة بعد مرة, نجحت المقاومة في استهداف المدنيين الشيعة والسنّة ممن يتعاملون مع الحكومة بأسلوب من شأنه أن يُشعل حربًا أهلية خطرة.. إن استخدام القنابل التي تُزرع على جانبيْ الطريق، والتي تعرف بالقنابل ارتجالية الصنع، يظل مشكلة كبرى بالنسبة للولايات المتحدة ولغيرها من قوات التحالف. لقد تضاعف إجمالي عدد الهجمات التي تمت باستخدام قنابل الطرق تقريبًا من 5.607 في عام 2004 إلى 10.953 في 2005. وبينما انخفض معدل نجاح الهجمات التي تتم باستخدام قنابل الطرق بصورة كبيرة حيث صار 10 % في عام 2005 بعد أن كان يتراوح بين 25 إلى 30 % في 2004, إلا أن تلك القنابل لا زال لها تأثير كبير. ففي خلال عام 2005 , كان هناك 415 حالة قتل ناتجة عن قنابل الطرق من إجمالي 674 حالة قتل, أي ما يبلغ نسبة 61.6 % من إجمالي القتلى. إن أجهزة التفجير المحسّنة تعتبر مسئولة عن 4.256 من حالات الإصابات، والتي تبلغ 5,947 حالة, أي ما يعادل 71.6 % من إجمالي الإصابات. وبدءًا من شهر يوليو 2005، وحتى شهر يناير 2006م, أودت قنابل الطرق بحياة 234 من أعضاء الخدمات الأمريكية من إجمالي قتلى المعارك الذي يبلغ 369 قتيلاً, أي ما يعادل 63.4 %. كما أن هذه القنابل تسببت في 2.314 من إجمالي الإصابات البالغ عددها 2.980, أي ما يعادل 77.7 %".
وهكذا نجد أن المقاومة العراقية قد فرضت نفسها كواحدة من نماذج المقاومة الفريدة في التاريخ، ليس فقط بسبب مواجهتها لأكبر إمبراطورية في التاريخ (الولايات المتحدة الأمريكية) وهي في ذروة قوتها، وإنما بانطلاقها واستمرارها من دون إسناد من أي قوة أخرى، وقد طرحت المقاومة العراقية نفسها كخيار استراتيجي لتحرير العراق واستعادة وحدته وهويته العربية الإسلامية، وهي في الوقت نفسه الضامن لإفشال المشروع الأميركي الذي يستهدف الأمة كلها.
http://islamicnews.net/Document/Show...dItemSellected=
مواضيع مماثلة
» هل يتآمر العرب على المقاومة العراقية بذات الطريقة التي .....
» العراق الأكثر فساداً تحت الاحتلال..والثالث بين60دولة فاشلة
» العراق الأكثر فساداً تحت الاحتلال..والثالث بين60دولة فاشلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى