هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(( السهم المسموم )) للشيخ عبدالرحمن الجار الله

اذهب الى الأسفل

(( السهم المسموم )) للشيخ عبدالرحمن الجار الله Empty (( السهم المسموم )) للشيخ عبدالرحمن الجار الله

مُساهمة من طرف سمر الجمعة أبريل 13, 2007 5:14 am

(( السهم المسموم )) للشيخ عبدالرحمن الجار الله 395256


الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين...
أما بعد:
فإنه من نعم الله عزوجل ما من به سبحانه على عباده من نعم عظيمة جليلة, يقصر عمل العابد قائم الليل وصائم النهار عن شكرها.ومنها نعمة البصر.
وهي سلاح ذو حدين صرفه كثير من الناس إلى معصية الله والنظر فيما يغضب الله لذا ومن هذا الباب رأيت أن أقوم على هذا الموضوع, الذي كان أصله درس من إعداد الأستاذ الفاضل:عبدالرحمن القرعاوي وفقنا الله وإياه لكل خير .أسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم.
عوداً على بدء فنعمة البصر من نعم الله العظمى التي أنعم بها على الإنسان لكي يشكرها ويتمتع بها في جميع شؤون حياته ويستعين بها على أمور دنياه، ولا يعرف قدر هذه النعمة حق المعرفة إلا من ابتلي بذهاب البصر.
وكما روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج4/ص278, قال رحمه الله:" أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح المقرئ ثنا سليمان بن هرم القرشي وحدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد عن سليمان بن هرم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عبيده عبد الله تعالى خمس مائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله تعالى له عينا عذبة بعرض الأصبع تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى بعثه وهو ساجد قال ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول يا رب بل بعملي فيقول الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الله عز وجل للملائكة قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول أدخلوا عبدي النار قال فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا فيقول أنت يا رب فيقول كان ذلك من قبلك أو برحمتي فيقول بل برحمتك فيقول من قواك لعبادة خمس مائة عام فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك فيقول أنت يا رب فقال الله عز وجل فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي فيدخله الله الجنة قال جبريل عليه السلام إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد". هذا حديث صحيح الإسناد فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين"ا.هـ.
والبصر نعمة عظيمة وأداة خير إذا استعمل فيما شرع له النظر إليه والتفكر فيه كما في قوله تعالى: " قل انظروا ماذا في السماوات والأرض... ", وقد يكون البصر أداة شر على صاحبه إذا استعمله فيما لا يرضي الله, وذلك بالنظر إلى المحرمات والنظر إلى العورات والنظر إلى فضول زينة الحياة الدنيا نظرة إعجاب كما قال تعالى: " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا.. ", لذا أمر الله المؤمنين بغض أبصارهم كما في قوله تعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم... ", وسوف أتناول في هذا البحث مشكلة كبيرة أزعجت كثيراً من الشباب وسببت أنواعاً من الهزات القلبية والاضطرابات النفسية وصار الإيمان منها في مد وجزر و نقص وزيادة، ومشكلة تدفع إليها نيران الشهوة وعنفوان الشباب يعاني منها المؤمن على وجه العموم والشاب على وجه الخصوص والشاب الغير متزوج على وجه أخص حيث يواجه هذه المشكلة في كل مكان في السوق والمدرسة والمستشفى والطائرة بل حتى في الأماكن المقدسة ألا وهي النظر إلى المحرمات.
اعلم أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن, فكم فسد بسبب النظر من عابد؟، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين؟، وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة والعياذ بالله؟.
فالعين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته ونقش فيه صور تلك المبصرات فيشغله ذلك الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.
والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان, فإن النظرة تولد الخطرة ثم تولد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع, ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.
? هذه قصة تروي النهاية السيئة لطريق الفساد والضياع – النظر المحرم -: أن امرأة كانت تسأل عن طريق حمام منجاب ؟ فجاءت إلى رجل عند باب بيته, وكان باب بيته يشبه ذلك باب الحمام, فلما سألته, قال لها: هذا حمام منجاب. فدخلت الدار ودخل ورائها فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه. وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب عيشنا وتقر به عيوننا, فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين, وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها قد خرجت وذهبت. فهام الرجل بها وأكثر من ذكرها وجعل يمشي في الطرق ويقول:
يا رب قائلةٍ يوماً وقد تعبت *** أين الطريق إلى حمام منجاب ؟
فبينما هو يقول ذلك وإذا بجارية أجابته من طاق:
هلاّ جعلت سريعاً إذ ظفرت بها *** حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب ؟
فازداد هيمانه واشتد هيجانه ولم يزل كذلك حتى كان هذا البيت آخر كلامه من الدنيا.والعياذ بالله.


ما هو النظر المحرم وحكمه مع ذكر الأدلة على ذلك؟:?

*والنظر المحرم: هو النظر إلى ما لايحل النظر إليه.
*والنظر إلى المحرمات والعورات:محرم بالكتاب والسنة والإجماع.
*قال الله? :" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم... ", وقال ?:" قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..", وقال ?:" يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ". وقال ?:" إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "، وقال ?: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ", وقال ? : " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنت بني إسرائيل كانت النساء ", وعن جرير بن عبدالله ? قال: سألت رسول الله? عن نظر الفجاءة: فأمرني أن أصرف بصري. وقال?:" يا علي لاتتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة? ". وقال ?:" إن الله كتب على بني آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لامحالة, فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه ". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: يحرم النظر إلى المردان وإلى النساء ومن استحله كفر إجماعاً.

- ولقد كان السلف الصالح يبالغون في غض البصر حذراً من فتنته وخوفاً من عاقبته وكذلك يحذِّرون من إطلاقه على المحرمات والعورات, فإليك شيئاً مما قالوا:
قال ابن مسعود ?:" ما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطعماً ", وكان الربيع بن خيثم –رحمه الله - يغض بصره فمر به نسوة فأطرق - أي أمال رأسه إلى صدره - حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " الشيطان من الرجل في ثلاث منازل: في بصره وقلبه وذَكَرِهِ. ومن المرأة في ثلاث منازل: في بصرها وقلبها وعجزها ", وقال عيسى بن مريم ? : " النظر يزرع في القلب الشهوة وكفى بها خطيئة ", وقال معروف - رحمه الله -:" غضوا أبصاركم ولوا عن شاة أنثى ", وقال ذو النون ? : " اللحظات تورث الحسرات أولها أسف وآخرها تلف فمن طاوع طرفه تابع حتفه ", وقال الإمام أحمد - رحمه الله -:" كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل؟ ", وقال ابن المسيب - رحمه الله -: " إذا رأيتم الرجل يديم النظر إلى غلام أمرد فاتهموه ", وقال عمر ?: " الغلام الأمرد أضر على العالم من السبع الضاري ", وقال ابن القيم - رحمه الله-: " أول أسباب العشق الاستحسان سواءاً نظر إليه أو سمع به ", وقال ابن رجب - رحمه الله-: " لا يجوز النظر إلى الأمرد بشهوة وغيرها من غير حاجة كل ذلك لخوف الفتنة والوقوع في الهلكة ".
- وهذه قصة تبين خطورة التساهل بالنظر:يُروى أن رجلاً تعلق بشخص يقال له: أسلم، فاشتد كَلَفُهُ به وتمكن حبه من قلبه حتى أُوقِعَ, ولَزِمَ الفراش بسببه, وتمنَّع أسلم عليه, واشتد نَفْرُهُ منه, فلم يزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده بأن يعوده, فأخبره بذلك الناس, ففرح واشتد فرحه وانجلى غَمُّه, فجعل ينتظر الميعاد الذي ضرب له فيما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما, فقال: إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع, ورغبت إليه وكلمته, فقال:إنه ذكرني وفرح بي ولا أدخل مدخل الريبة, ولا أعرض نفسي لمواقع التهم, فعاودته فأبى وانصرف فلما سمع البائس أُسقط في يده, وعاد إلى أشد مما كان به. وبدت عليه علائم الموت فجعل يقول في تلك الحال ويردد قائلاً:
أسلم يا راحة العــــليل *** ويا شفاء المُدنفِ النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي *** من رضـا الخالق الجـليل
فقلت:يا فلان اتق الله, قال: قد كان, فقمت عنه فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت, فعياذاً بالله من سوء العاقبة وشؤم الخاتمة.
-الشعراء لهم حثٌّ على غض البصر وتحذيرٌ من إطلاقه في الغادي والرائح, فإليك شيئاً من أقوالهم:
قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشررِ
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وترِ؟
والعبد مادام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوفاً على الخطرِ
يُسِر مقلته ما ضر مهجته *** لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضررِ
قال الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك يوماً أتبعك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
قال الشاعر:
يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداً *** أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له *** طوقه إنه يأتيك بالعطب
قال الشاعر:
ألم تر أن العين للقلب رائد؟ *** فما تألف العينان فالقلب آلف

? لإطلاق البصر أسباباً, منها ما يلي:
1. اتباع الهوى وطاعة الشيطان.
2. الجهل بعواقب النظر.
3. العزوف عن الزواج.
4. الاتكال على عفو الله ومغفرته, ونسيان أن الله شديد العقاب.
5. أصدقاء السوء.
6. مشاهدة الأفلام المسلسلات والبرامج والصور الفاتنة التي تتبرج فيها النساء عن طريق القنوات الفضائية أو المجلات الخليعة.
7. كثرة التواجد في الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء كالأسواق.
8. عدم الخوف من الله وعدم المراقبة لله.
9. تبرج النساء في الشوارع والأسواق
- وهذه قصة تبين لنا أثر النظر الحرام وأنه سهم من سهام إبليس ينفذ إلى القلب عن طريقه بكل يسرٍ وسهولةٍ حتى وإن كانت نظرة واحدةً:
قال عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية إلى أرض الروم فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه ولا أفقه ولا أفرض, صائم للنهار قائم لليل, فمررنا بحصن فمال عنه العسكر ونزل بقرب الحصن فظننا أنه يبول فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها, فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك ؟, قالت: حين تتنصر يُفتح لك الباب وأنا لك. ففعل فأُدخل الحصن, قال عبدة: فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغمِّ, كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه, ثم عدنا في سريةٍ أخرى فمررنا من فوق الحصن مع النصارى, فقلنا: يا فلان ما فعلت قراءتك؟, ما فعل علمك ؟, ما فعلت صلواتك وصيامك ؟. قال: اعلموا أني نسيت القرآن كله, ما أذكر منه إلا هذه الآية: "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ? ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ".
- للنظر المحرم أضرار وآثار كثيرة, منها ما يلي:
1. أنه معصية لله ومخالفة لأمره وكذلك لرسوله? .
2. أنه يُفرِّق القلب ويشتته ويبعده عن الله.
3. أنه يُضعف القلب ويحزنه.
4. أنه يُكسب القلب ظلمة.
5. أنه يُقسي القلب ويسده عن العلم.
6. أنه يسمح بدخول الشيطان إلى القلب.
7. أنه يُوقع العبد في الغفلة.
8. أنه يُورث الحسرات والزفرات والحرمان.
9. أنه يُذهب نوره البصيرة.
10. أنه يُوجب استحكام الغفلة عن الله والدار والآخرة ويوقع في سُكر العشق.
11. أنه يُوقع القلب في ذل اتباع الهوى.
12. أنه يُوقع القلب في أسر الشهوة.
13. نزول البلاء.
14. أنه يُعلِّق القلب بالمنظور إليه.
15. أنه يُعرض للعقاب في الآخرة.
16. أنه يًُصد عن بعض أفعال الخير.
17. أنه يُوقع الناظر في وحشة بينه وبين نفسه وبينه وبين الله وبينه وبين الناس.
18. أنه يُوقع في التفكير وجنوح الذهن.
19. أنه يُوقع في الانحراف.
20. أنه يُوقع في الرد والابتعاد عن الدين.

- وهذه قصة تبين خطورة النظر وأنها ترد عن دين الله وتذهب عقل صاحبها فيصبح من الخاسرين: يُروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجداً للأذان والصلاة, وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقى يوماً المنارة على عادته للأذان وكان تحت المنارة دار لنصراني, فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار, فافتتن بها فترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار عليها. فقالت له: ما شأنك وما تريد ؟ قال: أريدك. قالت: لماذا ؟ قال: أتزوجك, قالت: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك. قال: أتنصر. قالت: إن فعلت أفعل. فتنصر الرجل ليتزوجها وأقام معهم في الدار, فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطحٍ كان في الدار فسقط منه فمات. فلم يظفر بها وفاته دينه.
إنها النظرة الحرام التي ساقته إلى أن يترك ملة محمد ? ويتنصر لأجل امرأة رآها والعياذ بالله.

- لغض البصر فوائد عديدة وثمرات كثيرة, منها ما يلي:
1. أنه امتثال لأمر الله وأمر رسوله ?.
2. أنه يُورث القلب أُنساً بالله.
3. أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم إلى القلب.
4. أنه يُقوّي القلب ويفرحه.
5. أنه يُكسب القلب نوراً.
6. أنه يُورث القلب ثباتاً وشجاعةً وقوةً.
7. أنه يُورث القلب فراسة صادقة.
8. أنه يسدُّ على الشيطان مدخله إلى القلب.
9. أنه يُفرِّغ القلب للفكر في مصالحه والاشتغال بها.
10. أنه يُقوّي العقل وينميه.
11. أنه يُخلص القلب من ألآم الحسرة.
12. أنه يُرضي الله ورسوله?.
13. أنه يُخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة.
14. أنه يسدُّ على العبد باباً من أبواب جهنم.
15. أنه يفتح للعبد طريق العلم.
16. أنه يُورث محبة الله.
17. أنه يُورث الحكمة.

سمر
سمر
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد الرسائل : 220
تاريخ التسجيل : 08/02/2007

https://samar.1forum.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( السهم المسموم )) للشيخ عبدالرحمن الجار الله Empty رد: (( السهم المسموم )) للشيخ عبدالرحمن الجار الله

مُساهمة من طرف سمر الجمعة أبريل 13, 2007 5:14 am

- وهذه قصة تؤكد لنا خطورة النظر لأنه يعلق بالقلب المنظور إليه حتى يصل به إلى الردة والعياذ بالله:
كان هناك عابداً في صومعة له, مشهوراً بالعبادة, ومشهوراً بالزهادة, يستشفي بدعائه المرضى, وإذا عرض بأحد مرض أو جنون حمل إلى صومعته, ليدعو له ليبرأ, فمرضت ابنة بعض كبراء البلدة ذات جمال, فجاءوا بها ومضوا, فلما خلا بها نظر إليها فأعجبته, فواقعها فحملت منه, فجاءه الشيطان الذي أغراه حتى نظر إليها, وأمّنه الفتنة حتى خلا بها, فقال له: اقتلها وادفنها في جانب الصومعة فإذا جاءوا يطلبونها, تقول: ماتت, فيقبلوا قولك لموضعك عندهم, وإلا أتوا فرأوها حُبلى منك, فتفضح وربما قتلوك, فقبل منه وقتلها ودفنها فلما جاء أهلها أخبرهم بموتها, وأنه دفنها فصدقوا قوله ومضوا. فمضى الشيطان إلى إخوتها وأخبرهم بخبر العابد وفعله بأختهم, وقتله لها, وقال: علامة ذلك دفنها في الموضع الفلاني من صومعته, فجاءوا إلى العابد, ودخلوا الصومعة, ونبشوا الموضع, فوجدوا ابنتهم, فأخذوا العابد ليصلبوه, فلما رقي به الخشبة ليصلب, أتاه الشيطان, فقال له, أعلمت أني فعلت بك هذا كله وأنا أقدر أن أخلصك مما أنت فيه ؟ فقال: افعل, قال: بشرط أن تسجد لي سجدة واحدة, وأُخلصك, فسجد له, فكفر بها وصلب, فولّى الشيطان عنه يقول: إني بريء منك. فاغتر أولاً بعبادته واغتر آخراً بعدة عدوّة. وهكذا العبادة بالجهل, يخيلُ لصاحبها الأمن, وكان سبب هلاك هذا العابد نظرةً أصابه فيها سهم من الشيطان. فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بالعبادة وقبول العمل ولا يأمن من فتنة النظر على مر الأيام.

- أخي المبارك:
يقول أحد السلف: ابن آدم إن كنت حيث ركبت المعصية لم تصف لك من عين ناظرة إليك, فلما خلوت بالله وحده صفت لك معصيتك ولم تستح منه حياءك من بعض خلقه, ما أنت إلا أحد رجلين: إن كنت ظننت أنه لا يراك فقد كفرت, وإن كنت علمت أنه يراك فلم يمنعك منه ما منعك من أضعف خلقه لقد اجترأت.

- الرد على من يدعي العصمة ويأمن الفتنة في النظر والخلوة:
فالنبي ? يقول لعلي بن أبي طالب ?:" يا علي :لا تتبع النظرة النظرة, فإن لك الأولى وليس لك الآخرة ", يعني أن النظرة الأولى نظرة الفجاءة من غير قصد مبيح لك عفو بلا إثم , وليست لك الثانية إذا أتبعتها نظرة تمتع.
هذا الخطاب لعلي ? مع علمه بكامل زهده وورعه وعفة باطنه وصيانة ظاهره يحذره النظر, ويؤمنه من الخطر لئلا يدعي الأمن كل بطال ويغتر بالعصمة والأمن من الفتنة ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
وعن جرير بن عبد الله ? قال: سألت رسول الله ? عن نظرة الفجاءة فقال لي: " اصرف بصرك ", يعني عن النظر الثاني لأنك لا تأمن فيه الشهوة والفتنة.
قال أحد السلف: إن الله أمر بغض البصر وإن كان إنما يقع على محاسن الخليفة والتفكير في صنع الله سداً لذريعة الشهوة المفضية إلى المحظور.
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ: لا يجوز النظر إلى الأمرد بشهوة وغيرها من غير حاجة كل ذلك لخوف الفتنة والوقوع في الهلكة.
وقد نهى النبي ? عن الجلوس في الطرقات إلا لمن أعطى الطريق حقه, ومن حقه غض البصر كل ذلك خوفاً من الفتنة وثوران الشهوة.
وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظورة إليه في القلب صاحب النظر الجانبية عليه.
النظرة تجر النظرة وتسهلها وتجعلها أمراً عادياً عند الناظر.
وقد تكون البداية عادية بالنظر المجرد العابر إما لوسامة أو إعجاب بصفة معينة أو موهبة أو لطف في المعاملة أو طريقة الكلام, فلا يكن الإعجاب فحسب ثم يبدأ القلب بالتعلق شيئاً فشيئاً وإذا حصلت الغفلة عن القلب اُستديم التفكير وازداد الولع ثم أصيب بالعذاب والجرح الذي يؤلم صاحبه ثم لا تسل عن حالة صاحب ذلك القلب, فلقد تحول همه وتفكير وغيرته وعمله ولحظاته وأيامه ودعوته وتقواه لله وخشيته منه كل ذلك تحول جملة إلى ذلك المحبوب الذي تعلق به, وإن لم يكن هذا مقصوداً في البداية ولكن اُستديم النظر وأطلق للقلب جولاته ثم وقعت الطامة.
?أخي الحبيب:
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: يقول إبليس: هو قوسي القديمة وسهمي الذي أخطيء به ـ يعني النظرـ .
- وهذه القصة تبين لنا حرص السلف الصالح على غض أبصارهم وعدم التساهل بالنظر مهما كانت الظروف:
أمر قوم امرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع بن خُثيم - رحمه الله - فلعلها تفتنه, وجعلوا لها إن فعلت ألف درهم, فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب, وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه, ثم تعرضت له حين خرج من مسجده, فنظر إليها فراعه أمرها, فأقبلت عليه وهي سافرة, فقال لها الربيع: كيف بكِ لو نزلت الحمى بجسمك فغيرت ما أرى من لونكِ وبهجتكِ ؟ أم كيف بكِ لو سألكِ منكر و نكير ؟ فصرخت صرخة, فسقطت مغشياً عليها فوالله لقد أفاقت وبلغت من عبادة ربها أنها كانت يوم ماتت كأنها جذعٌ محترقٌ. فانظر يا رعاك الله إلى هذا الموقف فترى ما المانع الذي منع الربيع من النظر إلى هذه المرأة والوقوع بها؟ إنه بكل تأكيد الخوف من الله والشعور بخطر النظر وأنه سهم من سهام إبليس.

- علاج النظر المحرم:
أولاً: حسم مادته قبل حصولها, وذلك بغض البصر.
ثانياً: قلعه بعد نزوله. وكلاهما يسير على من يسره الله عليه, وإليك بعض الوسائل المعينة على غض البصر بعد إذن الله, وإن كان فيها تكرار ودخول بعضها ببعض:
1. استحضار النصوص الواردة في الأمر بغض البصر والنهي عن إطلاقه في الحرام.
2. الاستعانة بالله والانطراح بين يديه والإلحاح عليه.
3. استحضار إطلاع الله وإحاطته بك.
4. أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال.
5. تذكر شهادة العينين عليك.
6. تذكر شهادة الأرض عليك.
7. تذكر الملائكة الذين يحصون عليك الأعمال.
8. الإكثار من نوافل العبادات.
9. تذكر منافع غض البصر.
10. البعد عن فضول النظر.
11. الصوم.
12. ذكر الله على كل حال.
13. مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر, والصبر على ذلك.
14. معرفة الحكم الشرعي.
15. تجنب المواطن التي تخشى فيها من فتنة النظر, واقطع أسبابه المهيِّجة.
16. تذكر الحور العين في الجنة.
17. القراءة في كتب السلف الصالح.
18. التوبة إلى الله بشروطها.
19. إتباع السيئة الحسنة تمحها.
20. الابتعاد عن الخواطر والوساوس.
21. تسلية النفس بالمباح من جنس المشتهى.
22. تذكر الموت القبر والحشر والصراط و الجنة والنار.
23. السعي لإرضاء الله تعالى.
24. صرف العواطف في الغيرة على الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
25. الزواج.
26. تقوى الله والخوف منه ومن عقابه.
27. القيام بحقيقة الشكر لله على نعمة البصر.
28. التخلص من جميع الأسباب التي تدعوا إلى إطلاق البصر.
29. صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار.
30. التحلي بخلقي البصر والعفة.
31. معرفة أن النظر زنا العينين.
32. تذكر أنك كما تدين تدان.
للاستزادة في الموضوع:انظر:الوسائل العملية للتخلص من إدمان المشاهد الجنسية,لأبي عبدالله (خادم الدعوة) من ملفات موقع صيد الفوائد . فهو فريد في بابه,وتطرق لمسائل لولا خشية الإطالة لتطرقت إليها, فارجع إليها, وفقك الله.

- أخي الحبيب:
قال أبو بكر المروزي: قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل - رحمه الله -: رجلٌ تاب, وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية الله. ألا أنه لا يدع النظر؟ فقال: أيُّ توبةٍ هذه! .
وقال ابن الجوزي - رحمه الله -: فتفهَّم يا أخي ما أوصيك به, إنما بصرك نعمة من الله عليك, فلا تعصه بنعمه, وعامله بغضه عن الحرام تربح, واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة, وكل زمن الجهاد في الغض لحظة, فان فعلت نلت الخير الجزيل وسلمت من الشر الطويل.
- هذه قصة يتضح فيها الحرص على غض البصر وعدم التساهل فيه وبطلها أحد الشباب:
كان بالكوفة شاب متعبد لازم المسجد الجامع لا يكاد يفارقه وكان حسن القامة حسن السمت, فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به وطال عليها ذلك. فلما كان ذات يوم وقفت له على الطريق وهو يريد المسجد, فقالت: يا فتى اسمع مني كلماتٍ أُكلمك بها ثم اعمل ما شئت. فمضى ولم يكلمها, ثم وقفت له بعد ذلك على الطريق وهو يريد منزله, فقالت له: يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها, فأطرق ملياً وقال لها: هذا موقف تهمة وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعاً, فقالت له: والله ما وقفت موقفي هذا جهالة مني بأمرك, و لكن معاذ الله أن يتشرف العباد إلى مثل هذا مني, والذي حملني على أن لقيتك في هذا الأمر بنفسي لمعرفتي أن القليل من هذا عند الناس كثير، وأنتم معاشر العباد على مثل القوارير أدنى شيء يعيبها. وجملة ما أقول لك أن جوارحي كلها مشغولة بك، فالله الله في أمري وأمرك 0 فمضى الشاب إلى منزله وأراد أن يصلي فلم يعقل كيف يصلي فأخذ قرطاساً وكتب كتاباً ثم خرج من منزله وإذا بالمرأة واقفه في موضعها فألقى الكتاب إليها ورجع إلى مكانه, وكان فيه: بسم الله الرحمن الرحيم, اعلمي أيتها المرأة أن الله إذا عصاه العبد حلم إذا عاد إلى المعصية مرة أخرى ستره فإذا لبس لها ملابسها غضب الله لنفسه غضبة تضيق لها السماوات و الأرض و الجبال والشجر والدواب فمن ذا يطيق غضبه؟ فإن كان ما ذكرت باطلاً فإني أُذكرك يوماً تكون فيه السماوات كالمهل وتصير الجبال كالعهن وتجثوا الأمم لصولة الجبار العظيم, وإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف بإصلاح غيري ؟ وإن كان ما ذكرت حقاً فإني أدلك على طبيب هدى يداوي الكلوم الممرضة والأوجاع المبعدة, ذلك رب العالمين فاقصديه بصدق المسألة فإني مشغولٌ عنك بقوله تعالى: " وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ? يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ", فأين المهرب من هذه الآية؟ ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت له على الطريق فلما رآها من بعيد أراد الرجوع إلى منزله كيلا يراها فقالت: يا فتى لا ترجع فلا كان الملتقى بعد هذا اليوم أبداً إلا غداً بين يدي الله تعالى.ثم بكت بكاءً شديداً, وقالت: أسأل لك الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك, ثم إنها اتبعته, وقالت: أُمنن عليَّ بموعظةٍ أحملها عنك وأوصني بوصية أعمل عليها, فقال لها: أوصيكِ بحفظ نفسكِ من نفسكِ, وأُذكركِ قوله تعالى: " وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار.. "
- أيها الحبيب:
وقبل الختام إليك هذا الكلام من طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي ج1/ص127-128,قال:" فهذه إشارة إلى بعض فوائد غض البصر: تطلعك على ما ورائها فصل الثاني اشتغال القلب بما يصده عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه وهو إما خوف مقلق أو حب مزعج فمتى خلا القلب من خوف ما فواته أضر عليه من حصول هذا المحبوب أو خوف ما حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب أو محبته ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب لم يجد بدا وفواته أضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور وشرح هذا أن النفس لا تترك محبوبا إلا لمحبوب أعلى منه أو خشية مكروه حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب وهذا يحتاج صاحبه إلى أمرين إن فقدا أو حدا منهما لم ينتفع بنفسه أحدهما بصيرة صحيحة يفرق بها بين درجات المحبوب والمكروه فيؤثرا على المحبوبين على أدناهما ويحتمل أدنى المكروهين لتخلص من أعلاهما وهذا خاصة العقل ولا يعد عاقلا من كان بضد ذلك بل قد تكون البهائم أحسن حالا منه الثاني قوة عزم وصبر يتمكن بهما من هذا الفعل والترك فكثير ما يعرف الرجل قدر التفاوت ولكن يأتي له ضعف نفسه وهمته وعزيمته على إيثار الأنفع من خسته وحرصه ووضاعة نفسه وخسة همته ومثل هذا لا ينتفع بنفسه ولا ينتفع به غيره وقد منع الله سبحانه إمامة الدين إلا من أهل الصبر واليقين فقال تعالى وبقوله يهتدي المهتدون وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون وهذا هو الذي ينتفع بعلمه وينتفع به غيره من الناس وضد ذلك لا ينتفع بعلمه ولا ينتفع به غيره ومن الناس من ينتفع بعلمه في نفسه ولا ينتفع به غيره فالأول يمشي في نوره ويمشي الناس في نوره والثاني قد طفى نوره فهو يمشي في الظلمات ومن تبعه والثالث يمشي في نوره وحده.
فصل: إذا عرفت هذه المقدمة فلا يمكن أن يجتمع في القلب حب المحبوب الأعلى وعشق الصور أبدا بل هما ضدان لا يجتمعان بل لا بد أن يخرج أحدهما صاحبه فمن كانت قوة حبه كلها للمحبوب الأعلى الذي محبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه وان أحبه لن يحبه إلا لأجله أو لكونه وسيلة له إلى محبته أو قاطعا له عما يضاد محبته وينقصها والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب وان لا يشرك بينه وبين غيره في محبته وإذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار إن يشرك في محبته غيره ويمقته لذلك ويبعده ولا يحظيه بقربه ويعده كاذبا في دعوى محبته مع انه ليس أهلا لصرف قوة المحبة إليه فكيف بالحبيب الأعلى الذي لا تنبغي المحبة إلا له وحده وكل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها ووبالا ولهذا لا يغفر سبحانه أن يشرك به في هذه المحبة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فمحبة الصور تفوت محبة ما هو أنفع للعبد منها بل يفوت محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم ولا حياة نافعة إلا بمحبته وحده فليختر إحدى المحبتين فإنهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه بل من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره فيعذب به في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة إما بمحبة الأوثان أو محبته الصلبان أو بمحبة النيران أو بمحبة المردان أو بمحبة النسوان أو بمحبة الأثمان أو بمحبة العشراء والخلان أو بمحبة ما هو دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان فالإنسان عبد محبوبه كائنا ما كان كما قيل:
أنت القتيل بكل من أحببته ***فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي
فمن لم يكن إله مالكه ومولاه كان إله هواه قال تعالى:" أفرأيت من اتخذ إله هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون".ا.هـ.
- أيها الحبيب:
الزم الجادة وعليك بتقوى الله والبعد عن محارمه فإن في ذلك صلاح قلبك وفلاح أخرتك, ولا يكفي أن تقول: نعم, بل استقم كما أمرت وجاهد واحرص على حفظ نظرك من الحرام في كل مكان ولا تكن كمن يريد النجاة وهو مستمر على معصيته مقيم على ذنبه.
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبسِ

- وأخيراً احذر يا أخي:
من مزلق شيطاني خطير وهو أن يأتي الشيطان إلى المسلم المذنب فيقول له: إنك وأنت على هذه المعصية وهذا الذنب لا تستحق أن تكون مع الصالحين الطاهرين لأنك لست في مستواهم ولا قريباً من منزلتهم, فلا يزال الشيطان بهذا الذنب حتى يبعده عن إخوانه فتكون بداية النهاية.
اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة وفروجنا من الفاحشة وأموالنا من الربا, اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصينا, ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا واجعلها الوارث منا اللهم احفظنا بحفظك واكلأنا بعينك التي لا تنام. آمين يا رب العالمين
* هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين.




.: مراجع استُفيد منها في إعداد الموضوع :.

- الجواب الكافي. ابن القيم الجوزية
- النظر المحرم- مذكرة -. عبد الله الجعيثن
- سبيل النجاة من شؤم المعصية. محمد الدويش
- يابني لقد أصبحت رجلاً. محمد الدويش
- أحكام النظر إلى المحرمات. محمد العامري
- سهام الشيطان. صالح الونيان
- سهم إبليس وقوسه. عبد الملك القاسم
- مصيدة شيطانية. يوسف المطوع
- وفي الصراحة تكون الراحة. فهد العماري
- وللاستزادة في الموضوع راجع ملفات الموقع ففيها من الفوائد الشيء الكثير.

عبدالرحمن الجارالله

ص.ب:9191ـ الرياض 11413
سمر
سمر
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد الرسائل : 220
تاريخ التسجيل : 08/02/2007

https://samar.1forum.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى