تجنيد القطط و الصراصير و ....للتجسس!!!
صفحة 1 من اصل 1
تجنيد القطط و الصراصير و ....للتجسس!!!
يقال إن أقدم شيء في الدنيا هو صحيفة الأمس. فأنت عندما تقرأ أخبار صحيفة الأمس في يومك هذا تحس بأنها شيء من الماضي، وأن هذا اليوم حافل بأخباره الجديدة. ولكن هذه المقولة لا تنطبق على بعض الأخبار. فما نقرأه عن العراق من أخبار هو شيء واحد لا يتغير: غارات وعمليات قتل وأنفس تموت في عمليات تفجير... المصيبة أن كل ما حدث ويحدث في العراق كان مبنياً على عمليات استخباراتية مغلوطة للبحث عن أسلحة الدمار الشامل. إلاّ أنه لم يكن هناك لا أسلحة دمار شامل ولا أسلحة (نُصْ نُصْ)!.
والحقيقة أنني منذ أن قرأت عن تجارب الاستخبارات الأمريكية لتجنيد (القطط) للقيام بعمليات تجسس لصالح الوكالة وأنا لا أستغرب أي شطحات أو افتراءات يقدمون عليها، ولكن المفرح في الأمر هو اكتشافهم وذلك بعد صرف الملايين في التجارب أن السيد (قط) لا يصلح للتجسس، وأن أي (مقلب زبالة عامر بأطايب المخلفات) كفيل بصرف نظر العميل (القط) عن مهمته الوطنية!. ثم تفتق ذهن السادة المختصين في الوكالة بعمل التجارب على الصراصير للقيام بعمليات التجسس، (وما أقوله هنا واقعي ومنشور في مجلات أمريكية)، والحقيقة أنني لم أكن أتوقع استخدامهم للصراصير بالذات في عمليات للتجسس. أتفهم استخدام الكلب أو حتى الضب في ذلك، ولكن استخدام الصرصور هو شيء يعسر عليّ فهمه!، وآخر مرة عرفت أن للصرصور استخداماً ما هو عندما توجهت أيام جاهليتي الأولى مع أحد أصدقائي لزيارة معالج شعبي، حيث كان صديقي يشكو من حالات صرع وإغماء تنتابه، وكان أن قال المعالج إن صديقي قد سحر، ولفك السحر ينبغي أن نحضر غراباً يتيماً، ودجاجة صفراء، وصرصوراً حزيناً!.
طبعاً من السهل الحصول على الغراب، فمدينة مثل جدة فيها من الغربان الأيتام وغير الأيتام ما لا يحصى. المشكلة كانت في الصرصور، وكيف نعرف أنه يمر بحالة حزن أم حالة فرح وحبور!، ولكن المعالج - أو فلنقل المشعوذ - وكالعادة يتكفل بإحضار طلباته الغريبة، ولكن طبعاً بعد تزويده بالمال اللازم لذلك، ولكن الشيء الذي لاحظته عند المشعوذ هو وجود مجموعه كبيرة من النساء ينتظرن دورهن للعلاج، وحين سألته عنهن قال: هؤلاء أغلبهن معلمات يعملن في مناطق نائية ويقطعن يومياً مئات الكيلومترات وذلك لمباشرة أعمالهن، يطلبن أن أعمل لهن أعمالاً تحنن عليهن قلوب مسؤولي الوزارة، وذلك لنقلهن لمناطق أقرب إلى بيوتهن!. وحين سألته عن مدى نجاح أعماله في نقلهن من عدمه، قال: إنني عادة أقول لهم: سوف يتم نقلكن في السنة القادمة. وحين سألته: وإذا لم ينقلن يكتشفن أنك كذبت وخدعتهن...!. نظر المشعوذ إليّ ثم ضحك ضحكة مدوية وقال: يا عزيزي إنهن لا يعشن حتى يكملن العام، أولا تقرأ الصحف؟، أولا تقرأ عن الحوادث التي تحدث يومياً لهؤلاء المسكينات، والتي أدت وسوف تؤدي إلى فنائهن في النهاية؟.
عندها انتهى حديثي معه، وبرغم عدم ثقتي فيه وكرهي له، إلاّ أني أظنه قد صدق فيما قاله عن حوادث المعلمات المميتة، التي تحدث يومياً، والتي ربما تثبت أيضاً أنه ليس دائماً تكون صحيفة الأمس هي أقدم شيء في العالم!، لأن نفس خبر الحادث المتخم بالموت واليتم والإصابات مر عليك بالأمس وإن كان بصيغة أخرى، ولكن (المحصلة واحدة)
منقووول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى