الهجمه الاعلاميه على الدوله الاسلاميه تحريم الستلايت

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين.

في هذا الموضوع سأحاول قدر الامكان عمل تأصيل علمي تطبيقي لبعض التصرفات الاعلامية و طرق الرد عليها في الساحة الاسلامية و العراقية خصوصا. كما أني أود أن أنبه أن هذا المقال يركز على الجانب الفكري أكثر من العقدي لوضوح الرءية العقدية و ضبابية الرؤية الفكرية عند كثير من الناس.

أما بعد

ان من أهم الأصول العلمية للتغلب على الخصم عمل دراسة معمقة لأسلوب تفكير الخصم و العوامل التي تؤثر على قراراته بالضافة الى معرفة الأسس العلمية التي يبني عليها الخصم تصوراته.
سنقوم في هذا الموضوع بدراسة ظاهرة البروباجاندا(propaganda) وهي الرسالة الاعلامية التي تهدف الى تغيير اراء المستمعين لها سواءا بشكل مباشر أو غير مباشر.
و قبل أن نبدأ بالموضوع ربما علينا اضافة بعض المعلومات التاريخية حول هذه التقنية ليفهم القارئ خطورة الموقف و أهميته بالنسبة للأعداء.
يكاد يكون النظام النازي الألماني أول من أتقن الى درجة الكمال هذا الفن فقد استخدم كل الوسائل الممكنة لاقناع الألمان بأنهم شعب من عرق عظيم و أن أفضل القيادات هي القيادة النازية و ربما هذا يفسر بوضوح تكاتف الألمان حول القيادة النازية حتى اخر لحظات الحرب العالمية الثانية. كما أن هذا العلم استخدمه الاتحاد السوفيتي و الدول الشيوعية بكثافة هائلة كما استخدمته أمريكا و المعسكر الغربي بكثافة أيضا كرد فعل على التيار الشيوعي.
أمريكا بعد الحرب الفيتنامية فهمت أثر البروباجندا و ما يمكن أن تحدثه بين الناس فطورت العلم الى الدرجة التي نشاهدها الان بوضوح في الحرب على العراق.
أن ما يتم تنفيذه في هذه اللحظات في الحرب على العراق هو تطبيق حرفي للأسس العلمية للبروباجندا
فمثلا عليك أخي الكريم أن تعرف أولا ما هي الوسائل المتبعة في عمل البروباجندا مرتبة حسب فاعليتها و تأثيرها
فنبدا بها و نقول

1)المخاطبة وجها لوجه :
هذه تعد أكثر الطرق فاعلية في التأثير على عقول العامة و اقناعم بالمراد. و هي تظهر بشكل واضح في المحاضرات و النقاشات و المناسبات الاجتماعية و الدينية و غيرها الكثير

و قد استخدام أعداء الاسلام هذه الوسيلة بكامل قدراتها فتجد أن المساجد خطبها أصبحت معظمها تصب في هذا الخطاب و المدارس أصبح شغلها الشاغل محاربة الارهاب و في الجامعات تجد أغلب المحاضرين و خصوصا في الأمور المتعلقة بالسياسة هم ضمن هذا القسم.
بل زاد الأمر سوءا في حالات النقاش ففي النقاش لا يستطيع أيا كان أن يقنع جهاديا بوجوب طاعة ولي الأمر مثلا مع ما به من طوام و لأجل التغلب على هذه المشكلة تم استخدام اسلوب الترهيب ضد كل من يدافع عن أفكار المجاهدين (راجع خطابات عبدالله بن عبد العزيز حول معاقبة كل من يؤيد المجاهدين ولو بالرأي)بهذا الأسلوب تم التطبيق الكامل لكل مقومات البروباجندا وجها لوجه و تم ازالة كل المعوقات التي تواجهها

طبعا لهذا الأسوب في التأثير عيوب و منها

أ‌)بطئ عملية التأثير : و هذا يجعله غير صالح تماما في الأوقات الحرجة مثل الحروب أو الانقلابات و نحوه فهو سلاح يعل بسرعة بطيئة
ب‌)الحاجة الى كادر مثقف ثقافة عالية و قادر على النقاش
ت‌)الحاجة الى أعداد ضخمة من المحاورين للتأثير على أكبر قد ممكن من الناس
و في المقابل فان هذه الطريقة هي الأنجع في اقناع الاخرين بأمور يصعب اقناعهم بها بالوسائل الأخرى أضف الى هذا أن نوعية الموثر عليهم أفضل كثيرا من غيرهم حيث أنهم يمتلكون القدرة على الخطاب و الدفاع عن الأفكار حتى بعد زوال التأثير الاعلامي عنهم
2)الوسائل السمعية البصرية :
مثل التلفاز و أشرطة الفيديو و الأفلام و تعد هذه ثاني أهم الوسائل في تغيير افكار الناس و معتقداتهم.
من أهم ميزاتها
أ‌)السرعة: فالتلفاز يسمح لك بايصال الفكرة التي تريدها الى أكبر شريحة من الناس بأسرع وقت ممكن
ب‌)التغلب على الجهل و الأمية و المستوى الثقافي حيث أن رسالة التلفاز بسيطة و في الهدف مباشرة
ت‌)الطبيعة السمعية و البصرية المزدوجة : حيث أنه عند مشاهدتك التلفاز فان سمعك و بصرك يكون مشدودا له و هذا في علم النفس يجعل عملية التأثير على الأفكار أسهل
العيوب في هذه الطريقة :
أ‌)أجهزة الاستقبال : لاستقبال البث التلفازي عليك أن تمتلك جهاز تلفاز أولا و جهاز ساتيلايت ثانيا و هذا الأمر غير متوفر عند الجميع و في حال عدم توفره فان السلاح يفقد قدرته التأثيرية على الخصم
ب‌)التكلفة العالية جدا
ت‌)الكادر المتخصص

3)الوسائل المقروءة :
ما زالت تعد من الوسائل المهمة في البروباجندا الا أن تأثيرها قليل جدا بالمقارنة مع الوسائل السمعية و البصرية ففي الوسائل السمعية و البصرية لا يحتاج السامع الا أي جهد أو التزام يذكر مما يسهل ايصال بعض الأفكار له حتى لو كانت لديه درجة من الممانعة أما في حالة الوسائل المقروءة فان الشخص يمتلك تحكم أعلى بحيث لو أحس بأن بعض المعلومات قد لاتكون متوافقة معه فانه يتوقف عن القراءة

حتى هذه النقطة نكون انتهينا من الأساس العلمي الذي سنبني عليه مقالتنا و سنبدأ الان المقالة
ما هي أفضل وسائل التأثير في الحالة الاسلامية عموما و العراقية خصوصا

أولاً : علينا تحديد أي الوسائل قد يستخدم العدو لايصال رسالته الينا و التأثير على أفكار شباب الأمة و شيوخها

فالنبدأ بعرض الخيارات و نطبقها على واقعنا الحالي

1)النقاش المباشر وجها لوجه :
هذه الطريقة تبدو غير ناجحة في الوضع الحالي و ذلك لعدة أسباب منها
أ‌)طبيعة الوضع في العراق : العراق الان في حالة حرب و أي شخص يحاول أن يقوم بدعاية لتشويه صورة المجاهدين على الأرض فان المجاهدون لن يتركوه و شأنه بأي حال
ب‌)الضحالة الفكرية : يعاني اعداء المجاهدين من ضحالة فكرية كبيرة مما يجعل عملية المناقشة و الاقناع أمرا مستحيلا بالنسبة لهم و لهذا تجدهم سعيدين جدا بنجاح حملة السكينة بتغيير أفكار بضعة مئات من الأفراد
ت‌)استحالة التغيير السريع : و هذا من أهم عيوب هذه الطريقة فهذه الطريقة تعد من وسائل الحماية الاستباقية و ليست وسيلة للتصرف السريع أو رد الفعل

أمثلة على استخدام هذه الطريقة :

1)حملة السكينة على الانترنت
2)الحملات المشبوهة في الدخول في حوارات مطولة في المنتديات العربية و ال (اسلامية) كالحملات التي نراها بين الحين و الاخر على دولة العراق الاسلامية
3)المحاضرات في الجامعات و المنتديات و غيرها من الأماكن العامة في كل العالم الاسلامي
4)أنصار بعض الحركات التي تدعي أنها اسلامية هم ضحايا هذه الاسلوب أحيانا

2)الوسائل المقروءة :

استخدامها يكاد يكون مستحيلا للأسباب التالية

1)التكلفة المادية على المستهدف : حيث أنه من المفترض أن يقوم المستهدف بشراء الجريدة أو المجلة أو نحوه وهذا الفعل يؤدي الى احجام البعض بسبب التكلفة المادية مهما كانت قليلة
2)الطبيعة الاختيارية : فالجريدة تقرأها اذا أحببت و تتركها اذا أحببت كما أنك تصرف جهدا لقراءة الجريدة وهو الأمر الذي ربما لن تفعله ان لم تكن متحمسا لما تحتوي الجريدة
3)الصعوبات الميدانية : مثل صعوبة التوصيل للمستهلك

3)الوسائل السمعية البصرية :

قد تكون هذه أنجع الوسائل على الاطلاق في حالتنا الاسلامية أو العراقية خصوصا و ذلك للاسباب التالية

1)انتفاء الموانع :

فالشعب العراقي كله يمتلك جهاز تلفاز في بيته حيث أن صدام قام بعمل حملة لتوزيع أجهزة التلفاز على الناس مجانا لأنه كان يحاول هو الاخر التأثير على الناس باستخدام التلفاز الرسمي ،كما أن الشعب العراقي كثير من أهله يمتلك أجهزة ساتلايت في المنازل ،و بالنسبة للتكاليف فهذه ليست مشكلة لأعداء الله كما أن كادر المتخصص موجود و بكثافة من الصحفيين العرب و المسلمين المتأمرين اما بمعرفتهم أو بدونها

2)القدرة الهائلة على التأثير :

حيث أن التلفاز يحتوي على عدد ضخم من القنوات كل واحد منها ذات رؤية تختلف تماما عن باقي القنوات الا أن جميعها يتفق على محاربة المجاهدين في العراق و اختلاق الاكاذيب ضدهم و هم يعتمدون في هذا الأمر على معلمهم الأول الذي أسس هذا العلم في بداياته وهو هتلر صاحب المقولة المشهورة "كلما كبرت الكذبة كلما صدقها أناس أكثر"
و من هنا نستنتج أن العدو اختار ضرب المجاهدين بكل قوته مستخدما جميع الوسائل الا أن أشد الوسائل تأثيرا هو التلفاز
و هنا تجدر الاشارة الى نظرية أخرى استخدمتها أمريكا بشدة في مشروع البروباجندا و هي تسمى الاختيار الاجباري اللاإرادي حيث أن المستمع الى التلفاز شاء أم أبى سيستمع الى معلومات مضللة ضد المجاهدين و كذلك من يقرأ الجريدة فهو معرض لنفس القدر من المعلومات المضللة أيا كان البرنامج الذي يشاهده أو المقال الذي يقرأه.
و هذا يفسر بوضوح أن أمريكا لا تتساهل أبدا مع أي محاولة لابطال مفعول هذه النظرية و فتح نافذة للمشاهد لرؤية الأحداث عن طريقها على حقيقتها و ما كانت ضربة قناة الجزير في افغانستان الا لأنهم شعروا أن تيسير علوني (فك الله أسره) و فريقه حاولوا نقض هذه النظرية و العمل ضدها (بغض النظر عن سياسة الجزيرة المعادية الا أن الفريق الذي يعمل في أفغانستان كان حياديا و يبحث عن الحق)

ما هو الحل ؟

الحل كان مفاجئا للجميع و قد نزل كالطامة على الصليبين و أعوانهم و هم الان يحاولون في اخر رمق لهم المحافظة على هذا السلاح الاعلامي الهائل بأي وسيلة كانت.
فعندما أعلن الشيخ أبو عمر البغدادي تحريم الساتلايت (التحريم لأسباب شرعية بحته الا أنه من توفيق الله للمجاهدين و ليعلم المؤمنون أن أمر المؤمن كله خير) بدأ الصليبيون يرتعدون و يرجفون فهم لأول مرة سيدخلون حربا دون السيطرة على قلوب و عقول الناس فيها
و لتفهم أخي حجم الجهد الاعلامي في الحرب الأمريكية في العالم الاسلامي راجع أسماء عملياتهم العسكرية في العراق و أفغانستان و كيف أن الأسماء تتعلق باخذ القلوب و العقول و غيرها

و لكن لماذا كل هذا الخوف من فقدهم لهذا السلاح الاعلامي

أتدرون لماذا ؟؟؟
1)لأنه بعد اليوم لن يستطيعوا نشر الاشاعات بين الموحدين من أهل العراق كما كانو سابقا مما يعني أن الروح المعنوية للمجاهدين ستبقى في حالة مرتفعة دائما و العسكريون يفهمون جيدا تأثير هذا الأمر
2)لن يتمكن العملاء من ايصال اصوات فقهاء التسول النشاز التي خربت على الناس دينهم و أهلكتهم
3)الرأي العام في أفراد المجاهدين سيكون نابعا من تصورهم و لن يمتلكوا بعد اليوم أدنى تأثير على هذا الرأي
4)وهو الأهم وهو ما يتعلق بالأسباب الشرعية: و هي واضحة للجميع فان احتج شخص بأن فيها مصلحة كان ردنا عليه في النقاط ال 3 السابقة

فلو تمعن القارئ في هذه الفوائد لمنع الساتلايت حتى لو كان مباحا لكا فيه من فائدة ضخمة على المجاهدين

و أني أنا كاتب هذا المقال أعتقد أن هذه الخطوة هي من أهم الخطوات الاسترتيجية التي تمت بتوفيق الله للمجاهدين و سترون أثرها بعد حين

بقي أمر أخير وهو
اذا كان سبب منع الساتلايت هو المنكرات فلماذا لا يمنع الانترنت أيضا وهو يحتوي على نفس القدر من المنكرات

1) اذا كان من يقرأ هذه الفقرة أحد أعضاء المنتديات الجهادية فأقول له أن السبب هو أنت
فبفضل الله ثم بجهودكم الانرنت أصبح ساحة صراع نغلبهم مرة و يغلبونا مرة و هكذا بل أصبح الخير يعم الانترنت أكثر من الشر و لله الحمد بعكس التلفاز الذي لانملك فيه أي صوت حتى الان
2) الطبيعة الشبيهة بالجرائد : مما يجعل التأثير اضعف بكثير منه في حالة التلفاز
3)القدرة مستقبلا بالتحكم بالمحتوى كما تفعل بعض الدول مثل الصين حيث أنها لا تسمح الا للمواقع التي توافق الدولة بالدخول و نحن لن نسمح الا بالمواقع التي توافق الاسلام أو لا تعارضه

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مجاهد تقني