هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم "العولمة&amp

اذهب الى الأسفل

الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم "العولمة&amp Empty الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم "العولمة&amp

مُساهمة من طرف سمر الأحد أبريل 22, 2007 7:45 am

أمريكا الشمولية
الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم "العولمة"
تأليف: Michel Bugnon-Mordant
ترجمة: د.حامد فرزات





قد يستغرب البعض، وخاصة المسحورين بالنظام الأمريكي، عنوان هذا الكتاب ويقولون إن مثل هذه الصفة تطلق عادة على الأنظمة الديكتاتورية. وأمريكا لم تعرف نظاماً ديكتاتورياً بل ربما كانت دائماً مثالاً لظاهرة ما يعرف بتداور السلطة. لكن سرعان ما يزول هذا الاستغراب عندما نعلم أن من يطلق هذا العنوان هو غربي النـزعة والانتماء، ونكتشف كيف أن هذا الكتاب يعرض وقائع تاريخية طالت حريات وحقوق الشعوب لا يقدم على ممارستها إلا الدول المتمرسة بالاستبداد.



لقد عملت الولايات المتحدة منذ تأسيسها كما يعرض الكاتب على فرض سيطرتها وإرادتها على دول العالم في كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسة والدبلوماسية والثقافية والفنية غير أبهة بالآخرين وبالصديق قبل العدو.<

علينا ألا ننسى أيضاً أن الولايات المتحدة كانت الوريث الشرعي للدول الاستعمارية التي عرفها العالم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مثل إنكلترا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال وهولندا، وما كادت الأمم الأوروبية تنجز انتحارها في حربين عالميتين أدتا إلى تمزيقها وإنهاكها حتى فرضت أمريكا سيطرتها العسكرية عبر جيوشها والسيطرة الاقتصادية السياسية عبر ولاء الحكومات المنهكة والمهزومة، ثم بالطبع سيطرتها الاقتصادية عبر مؤسسات دولية تحتل فيها الموقع الأساسي وشركات متعددة الجنسيات وهي ما «تفضله» على الاحتلال العسكري حيث كانت دائماً تظهر أنها لا تلجأ لأي عمل عسكري إلا تحت شعار «إقامة الديمقراطية وحماية المواطنين وحماية المصالح الأمريكية». ولا ترسل أمريكا جيوشها إلا بعد أن يصبح المتقاتلون في الرمق الأخير، كما حدث في الحربين العالميتين حيث كانت بالبدء تحتل مقاعد المتفرجين بل المستفيدين من جني المنافع فكان الأمريكيون يرسلون للمقاتلين مقابل الدفع نقداً المؤن والأسلحة، وكما فعلت بالسابق في أمريكا اللاتينية تدخلت الولايات المتحدة باللحظات الأخيرة للحفاظ على النظام العالمي وعلى التوازن الكوني وأنجزت هذه السيطرة العسكرية والاقتصادية في الفصل الأخير من الانتحار عندما سقط جدار برلين بعد سنوات من التيه والتخبط وعدم الوضوح في الرؤية، وهكذا ما كان حلماً أصبح حقيقة.

لقد بدأ الصراع بسبب الشطط والغطرسة لدى الأمم الاستعمارية التي رفعت شعار فرق تسد وانتهت بترتيب العالم على الطريقة الأمريكية التي أضافت لفنون السيطرة فنّاً آخر أعطي في بدايته اسم بّراق وجذاب فهو ما كان يعرف بالعولمة تارة أو بالمثاقفة تارة أخرى.


لقد فهمت الإدارات المتعاقبة على السلطة في الولايات المتحدة بأن التحكم بالعالم لا يكفيه فقط امتلاك القوة العسكرية الضاربة والهيمنة على أسواقه وحكامه بل هو بحاجة لوسائل أخرى تصل إلى إخضاع جميع أفراده حتى تنتهي عملية الاستلاب على وجهها الأكمل فلم تكتف بإخضاع النفوس بل أرادت إخضاع الرؤوس أيضاً، وذلك عن طريق محو وإبادة ذاكرة الشعوب، فطالت هيمنتها عالم الاتصالات والسينما والتلفاز واللباس والجنس والطعام والشراب واللغة……، وقد قام الكاتب بعرض هذا الجانب بأسلوب شيق

إن تبني الليبرالية المتطرفة كعقيدة تجارية واقتصادية هو الذي فرض هذه السياسات التي تهدف إلى محو ذاكرة الشعوب. كلنا نعلم أن الغاية الأولى والوحيدة لهذه الليبرالية هو انفتاح الأسواق أمام البضائع الأمريكة دون أية حواجز دفاعية لحماية المواطنين المحليين، ونعلم أيضاً أن أصحاب هذه العقيدة يملكون هدفاً واحداً فقط ألا وهو جني المنافع والأرباح والمال، وكل الوسائل يُسمح باستخدامها لتحقيق هذا الهدف دون أي رادع. وخلال صعود الليبرالية الجنوني أدركت الولايات المتحدة أن التنوع السياسي والجغرافي والتاريخي في العادات والتقاليد والمعتقدات والقوانين والثقافات يشكل حواجز وروادع إنسانية وأخلاقية أمام انتشارها فكان لابد من وضع خطط تفرض الرأي الواحد وتمحو هوية الآخرين.<O

لقد تحاشينا الكلام عن ممارسات الإدارات الأمريكية في الوطن العربي لأن تناول هذا الموضوع يتطلب كتاباً آخر ونكتفي برأي الكاتب المحايد في هذا المجال. ويكفي فقط أن نشير كيف أن الولايات المتحدة لم تتردد بتقديم كل أنواع الدعم العسكري واللوجستي والسياسي والمعنوي والبشري والمادي لكيان غرس في خاصرة الوطن العربي، غير أبهة بأدنى مفهوم لحقوق الشعوب، ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية التي تدعي بأنها المدافع عنها. وهي تمارس علانيةً سياسة الكيل بمكيالين للدفاع عن الغطرسة الإسرائيلية واحتلال أراضي الآخرين بالقوة.<

بقي أن نقول أننا لم نر في هذا الكتاب إعلان للحرب على الأمريكيين وقد يكون المؤلف على حق حين يؤكد بأنه صرخة إنذار تدعو الشعوب إلى الصحوة لما يجري حولها وإلى الوعي وإلى التمسك بحرياتها وجذورها وأصولها لأنها مهددة بالاندثار لو أنها انقطعت عن عمقها وعاشت عصر السطحية. ولكنه قبل كل شيء دعوة للأمريكيين لمراجعة الذات واحترام الآخرين من خلال احترام حرية الشعوب الأخرى وحقوقها واستقلالها التي يصعب التغلب عليها وهو دعوة «لمثاقفة» و«لعولمة» حقيقية، أي بمعنى بناء الجسور بين الثقافات عن طريق عملية التبادل والاستفادة التي كانت دائماً هي أداة الشعوب لإغناء التجربة الإنسانية بدءاً من حضارة أوغاريت وبلاد ما بين النهرين والفراعنة واليونان والعرب وإنتهاءً بعصر التنوير الأوروبي، وليس بمعنى هدم الجسور بين الثقافات وإبدالها بمفهوم أحادي للعالم مصيره بالطبع الاندثار لأن أي لقاح ثقافي لا يتم إلا بالوجود الفكري المتنوع <

يجب أن يُقرأ هذا الكتاب بجميع فصوله فهو يقدم العرض التاريخي الممتع والتحليل العلمي لظاهرة تشغل العالم أجمع اليوم.


بيير سلنجر



لتحميل الكتاب كاملا اضغط هنا
سمر
سمر
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد الرسائل : 220
تاريخ التسجيل : 08/02/2007

https://samar.1forum.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى