حقيقه الفتنه و السبئيه الجدد.............
صفحة 1 من اصل 1
حقيقه الفتنه و السبئيه الجدد.............
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الفتنة والسبئية الجدد..
[ملاحظة: تمت كتابة المقال قبل مقابلة الشمري مع الجزيرة، وقبل صدور أي بيان من دولة العراق الإسلامية>
أخطأ بعض الإخوان في فهم المراد من النهي عن الخوض في الفتنة، ولا أظن أحدًا من أبناء هذا المنهج المبارك -فضلا عن أعلامهم- أراد بالنهي عن الفتنة النهيَ عن التأكيد على مسائل التوحيد والكفر بالطاغوت والولاء والبراء وتحكيم الشرع والتحاكم إليه، أو عن كشف وفضح من يسارعون في موالاة أهل الصليب أو مداهنتهم، ومقاسمتهم موائد المفاوضات المتضمنة للتنازل عن بعض الدين لينالوا فتاتًا من الدنيا، بل إن كشف هؤلاء بأعيانهم (بالبيّنة)، والتحذير منهم، ومن مناهجهم الفاسدة، وطرائقهم الملتوية، متعينٌ على كل موحد؛ لئلا يغتر بهم جاهلٌ بحالهم.
بل الفتنة عين الفتنة هي في السكوت عن هؤلاء، فيختلط أهل العقيدة الصافية، والتوحيد الخالص، والمناهج الواضحة ، والمواقف الثابتة، بأهل العقائد المتميعة والمناهج المختلطة والمواقف المتذبذبة، فلا يُعرَف أهل الحق من أهل الباطل، ولا يُمَيَّزَ أهل الجهاد لإعلاء كلمة الله من أصحاب المقاومة فقط ليُطرَد المحتل، ويختلط أهل الجهاد حتى تحكم البلاد بشرع الله، بأهل المقاومة حتى تحكم البلاد بأي قانونٍ شرط أن يحكمها وطني، فإن اختلط هؤلاء بأولئك كانت أعظم الفتن.
فمن نهى عن الفتنة وهو يقصد النهي عن بيان ذلك، فهو من يريد الوقوع في الفتن، وهو من يريد أن يتجه الجهاد في العراق إلى منحى لا يُحمَد، وأن تكون ثماره فاسدة تخالطها الجاهلية، فاتقوا الله يا أهل الجهاد أن تكونوا من أولئك، واتقوا الله يا أهل العلم أن تسكتوا عن ذلك، واتقوا الله يا أنصار المجاهدين أن تسووا بين أصحاب راية توحيد الله في العبادة والموالاة والحكم، وأصحاب الرايات الوطنية، سواءً حملوها لاقتناعهم بها، أو سلوكًا لأهون الطريقين، وأقلهما تبعات.
أما الفتنة التي لا يجوز لأمثالنا الخوض فيها، فهي نسبة تلك الأمور إلى إحدى الجماعات الجهادية بلا علم ودليل بيّن، أما الجزم من خلال الظنون المبنية على أخبار الصحف والمواقع الإخبارية، أو على قرائن لا تكفي للجزم بأمورٍ عظيمة كهذه، فهذا ما لا يحل لأحد، خصوصًا مع علمنا بأن هناك من يسعى للإيقاع بين المجاهدين ويسعى بينهم بالفتنة والأكاذيب والتهم. فالواجب على أنصار المجاهدين أن يسكتوا حتى يتبين لهم الأمر، وإن تبينَ، فلا بد من المواجهة العقدية، والمفاصلة المنهجية، ولكن من الواجب أن يعتبروا رؤية المجاهدين في كيفية التعامل مع تلك المخالفات، ولا يجتهدوا اجتهادًا يخالف ما عليه أهل الثغور، فهم أعرف الناس بالأحوال عندهم، وأدرى الناس بما من شأنه أن يقوّم المعوجّ، ويصلح الفاسد، ويهدي الزائغ، والظن بأهل الجهاد أنهم لا يسكتون عن مثل هذه الأمور، بل يبذلون الجهد في إصلاحها ومعالجتها، والتحذير من أهلها بقدر الاستطاعة، إن لم يكن علنًا لمفسدة يرجون دفعها، فلا أقل من أن يكون ذلك عند من يهمهم الأمر ممن يُخشى أن يفسد عليهم حملة تلك الرايات دينهم، وأولى الناس بالدعوة هم أبناء تلك الجماعات أنفسهم، ممن يحسنون الظن بقادتهم، ويغترون بعلم ألسنتهم، وحسن كلماتهم؛ فلا يعرفون أنهم يركبون موجة الجهاد لتمويه مناهجهم، ويدفعون المخلصين للاستشهاد ليحققوا مآربهم.
ومن الخوض في الفتنة -كذلك- ، المبالغة في إثارة المسائل الاجتهادية التي اختلف فيها أهل الثغور، والتي هي خاضعة للسياسة الشرعية، وتحكمها المصالح والمفاسد، مثل مسألة "توقيت إعلان الدولة الإسلامية"، فهذه تحكمها اعتبارات كثيرة متعلقة بواقع العراق والأحوال الدولية عمومًا، والناس يختلفون في تقدير هذه الاعتبارات، فلا يجوز شق الصف وإثارة الفتنة من أجل مسألة كهذه، سواءً كان هذا بنصحٍ ليس فيه التزام الضوابط الشرعية للنصح، وبشكل يسبب الفرقة بين المجاهدين، أو كان بشن حملات جائرة ظالمة على المخالف في هذه المسائل، ورميه بالتهم المفتراة، وتأليب أهل العلم وعوام المسلمين ضده، فهذا لا يجوز من أي طرف ضد الآخر، فإن لم تكن الوحدة، فلا أقل من التعاون والتشاور والتناصح الداخلي، بغير أن نُشمِتَ في أنفسنا عدوًّا، أو نثير ضد إخواننا أحدًا.
وفي هذه الفتنة التي ما تزال دائرةً -أسأل الله أن يوفق إخواننا لإطفائها وأن تكون سببًا لينقى الصف ويتوحد الإخوة- ، قد انقسم الناس إلى أقسام، فمنهم من كان طرفًا مباشرًا في الفتنة، ومنهم من خاض في الفتنة بالكلام والتأييد، ومنهم من اعتزلها اعتزالاً تامًّا، ومنهم من مشى فيها بالإصلاح وسعى لوأدها وبذل جهده لإطفاء نارها، وهذا هو خير الناس فِعلاً، لو صدقَ، وأحسن..
أما الذي يزعم أنه ناهٍ عن الفتنة، داعٍ إلى الكف عنها وعدم الخوض فيها، وهو في هذا يبث سمومه، وينشر شبهاته، وينهى عن بيان الحق والتذكير بالثوابت، ويستغل أخطاء بعض أهل الحق الذين خاضوا في الفتنة ليُرجِفَ ويسعى في الأرض بالفساد، متذرعًا بالنهي عن الفتنة والدفاع عن المظلومين، وإحقاق الحق، فليس إلا كمن زعم إخماد النار بصب النفط عليها ليزيدها تأججًا وانتشارًا، وهل يفعل هذا إلا متسرع جاهل؟ أو خبيثٌ قد ابتدع في الإفساد طريقةً لم يهتدِ إليها قبلَه إلا قليلٌ من أكابر المجرمين من أخلص أعوان إبليس؟ فهؤلاء هم مقصودنا.. وهم السبئية الجدد..
هؤلاء السبئية الجدد، قد سُرُّوا أيما سرور بفتوى الشيخ حامد العلي وببيان الجيش الإسلامي، واتخذوهما حجة ليحرفوا الجهاد في العراق عن هدفه بدعوى عدم إثارة الفتن، فتشيعوا للشيخ والجيش، وجعلوا من انتقدهما أو قال بخطئهما داعية فتنة، وغر جاهل لا يعرف لأهل العلم مكانتهم، ولا لأهل الجهاد فضلهم، لا حبًّا للشيخ، ولا للجيش، بل غيظًا من أهل التوحيد وتشويهًا لصورتهم، أو انتصارًا لرأي يرونه، أو ليظهروا بمظهر أهل العقل والحكمة بحملهم لواء النهي عن الفتنة، وهم أول من سعى بالفتنة وتفريق الصف وزيادة آثار الخلاف.
إخوة التوحيد،
إن من أسرع إلى من خاضوا في الفتنة، فلم يميز بين من خاض فيها (غَيرةً وجهلاً) ومن خاض فيها (تربُّصًا وخبثًا)، فأغلظ على هؤلاء وهؤلاء، واتهم هؤلاء وهؤلاء، وخوّن هؤلاء وهؤلاء، لهو من السبئية الجدد.
وإن من دعا إلى إخماد الفتنة ونهى عن الخوض فيها في أحد المنتديات، لا دفعًا للشطط والظلم، والقول بلا علم، وهو مع هذا ساعٍ بالفتنة في منتدى آخر بالكلام والاتهام ونشر الأراجيف والأكاذيب، لهو من السبئية الجدد.
إن من رأى حرص أهل الحق على الاجتماع، ووحدة الصف، ونبذهم للتفرق والتنازع، فاتهمهم بحب الإمارة، واشتهاء السلطة، والتفرد بقطف ثمرات الجهاد، لهو من السبئية الجدد.
إن من وافق كلام أحد طرفي الفتنة من الموحدين هوىً في نفسه - سواءً كان هذا الكلام اجتهادًا أو خطأً محضًا- فنراه قد تولى نشره، والدفاع عنه، ونراه يتهم من خالفه بالتعصب والتبعية، ويرميهم بالغلو واحتكار الحق وفرض الرأي، لهو من السبئية الجدد.
إن من استغل سكوت بعض الموحدين عن الدفاع عن أنفسهم وجعله دليلاً على صدق ما اتُّهِموا به، وذهب يردد تلك التهم، ملمحًا ومصرحًا، لهو من السبئية الجدد.
إن من استغل الدعوة لعدم الخوض في الفتنة، وإحجام كثير من الموحدين عن الخوض فيها، فوسّع مفهوم الفتنة، حتى اعتبر الكلام في ثوابت التوحيد، والكفر بالطاغوت، والولاء والبراء، وتحكيم الشرع، من الكلام في الفتنة، لهو من السبئية الجدد.
إن من عمد إلى من كتبوا عن هذه الفتنة، فحرف كلامهم، أو حمله على أبعد محامله، ولم يرجع متشابهه إلى محكمه، ولم يقدم منطوقه على مفهومه، ليجعله طعنًا في أحد طرفي الفتنة من الموحدين، ثم لما نصُّوا على عدم إرادتهم الطعن في موحد، سارع إلى تكذيبهم، والتأكيد أنهم ما أرادوا إلا الفتنة، مثيرًا الفتنة، قاطعًا الطريق أمام المجمِل ليبيِّن، والمخطئ ليصلح خطأه، لهو من السبئية الجدد.
هؤلاء هم السبئية الجدد، قد اندسوا في الصف، يثيرون الفتن، ويسعون بالفساد، ويريدون تحويل مسار الجهاد، ويؤلبون الناس على أهل الجهاد بدعوى الدفاع عن المشايخ وأهل الجهاد، فكانوا شر وارث لطريقة ابن سبأ، فاستحقوا أن يُسَمّوا بالسبئية الجدد، فاعرفهم أيها الموحد، واحذرهم، وحذّر منهم، وإن كنتَ قد وقعتَ بغفلةٍ ، وحسن نيةٍ، في بعض خصالهم، فأقلع عن ذنبك، وعد إلى رشدك، وتب إلى ربك، وكن مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وكن رفيقًا بإخوانك، حريصًا على جمع الكلمة، واستقامة الصف، وصحة الدرب، وصفاء المنهج، ووضوح الراية. لا تجعل مرادك من النصح لوم المخطئ، بل تصحيح الخطأ. ولا تجعل غايتك من بيان الحق أن تُعرَف به، بل أن يُستجاب له.
وإياك أن تجعل مسائل الاجتهاد سببًا لعدم الاجتماع، وإياك إياك أن تقدم الاجتماع على الجماعة (الجماعة ما وافق الحق)، وإياك ثم إياك أن تقدم التوحد على التوحيد.
وقانا الله وإياكم الشرور والفتن، والعجب بالنفس والإعجاب بالرأي، وقلةَ الفقه وكثرة الكلام.
اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم انصر المجاهدين ووحد كلمتهم على كلمة التوحيد، اللهم اجعل عاقبة هذه الفتنة خيرًا على دولة الإسلام، والجيش الإسلامي، والجهاد في العراق عامّة، وطهر صفوف أهل الجهاد من أهل الزيغ والتردد والتذبذب، واكفهم شر أعدائهم وشر أنفسهم وشر إخوانهم.
اللهم اشفِ صدور المؤمنين، وعجل هلاك من آذوا الموحدين، واغفر لنا تقصيرنا في نصرة الدين.
وصلِّ اللهم وسلم على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم / بكر بن سليم بَكْرِيّ، الكِنانِيّ
ترقبوا ....
قريباً جداً....
استعدوا وشمروا عن سواعدكم....
حقيقة الفتنة والسبئية الجدد..
[ملاحظة: تمت كتابة المقال قبل مقابلة الشمري مع الجزيرة، وقبل صدور أي بيان من دولة العراق الإسلامية>
أخطأ بعض الإخوان في فهم المراد من النهي عن الخوض في الفتنة، ولا أظن أحدًا من أبناء هذا المنهج المبارك -فضلا عن أعلامهم- أراد بالنهي عن الفتنة النهيَ عن التأكيد على مسائل التوحيد والكفر بالطاغوت والولاء والبراء وتحكيم الشرع والتحاكم إليه، أو عن كشف وفضح من يسارعون في موالاة أهل الصليب أو مداهنتهم، ومقاسمتهم موائد المفاوضات المتضمنة للتنازل عن بعض الدين لينالوا فتاتًا من الدنيا، بل إن كشف هؤلاء بأعيانهم (بالبيّنة)، والتحذير منهم، ومن مناهجهم الفاسدة، وطرائقهم الملتوية، متعينٌ على كل موحد؛ لئلا يغتر بهم جاهلٌ بحالهم.
بل الفتنة عين الفتنة هي في السكوت عن هؤلاء، فيختلط أهل العقيدة الصافية، والتوحيد الخالص، والمناهج الواضحة ، والمواقف الثابتة، بأهل العقائد المتميعة والمناهج المختلطة والمواقف المتذبذبة، فلا يُعرَف أهل الحق من أهل الباطل، ولا يُمَيَّزَ أهل الجهاد لإعلاء كلمة الله من أصحاب المقاومة فقط ليُطرَد المحتل، ويختلط أهل الجهاد حتى تحكم البلاد بشرع الله، بأهل المقاومة حتى تحكم البلاد بأي قانونٍ شرط أن يحكمها وطني، فإن اختلط هؤلاء بأولئك كانت أعظم الفتن.
فمن نهى عن الفتنة وهو يقصد النهي عن بيان ذلك، فهو من يريد الوقوع في الفتن، وهو من يريد أن يتجه الجهاد في العراق إلى منحى لا يُحمَد، وأن تكون ثماره فاسدة تخالطها الجاهلية، فاتقوا الله يا أهل الجهاد أن تكونوا من أولئك، واتقوا الله يا أهل العلم أن تسكتوا عن ذلك، واتقوا الله يا أنصار المجاهدين أن تسووا بين أصحاب راية توحيد الله في العبادة والموالاة والحكم، وأصحاب الرايات الوطنية، سواءً حملوها لاقتناعهم بها، أو سلوكًا لأهون الطريقين، وأقلهما تبعات.
أما الفتنة التي لا يجوز لأمثالنا الخوض فيها، فهي نسبة تلك الأمور إلى إحدى الجماعات الجهادية بلا علم ودليل بيّن، أما الجزم من خلال الظنون المبنية على أخبار الصحف والمواقع الإخبارية، أو على قرائن لا تكفي للجزم بأمورٍ عظيمة كهذه، فهذا ما لا يحل لأحد، خصوصًا مع علمنا بأن هناك من يسعى للإيقاع بين المجاهدين ويسعى بينهم بالفتنة والأكاذيب والتهم. فالواجب على أنصار المجاهدين أن يسكتوا حتى يتبين لهم الأمر، وإن تبينَ، فلا بد من المواجهة العقدية، والمفاصلة المنهجية، ولكن من الواجب أن يعتبروا رؤية المجاهدين في كيفية التعامل مع تلك المخالفات، ولا يجتهدوا اجتهادًا يخالف ما عليه أهل الثغور، فهم أعرف الناس بالأحوال عندهم، وأدرى الناس بما من شأنه أن يقوّم المعوجّ، ويصلح الفاسد، ويهدي الزائغ، والظن بأهل الجهاد أنهم لا يسكتون عن مثل هذه الأمور، بل يبذلون الجهد في إصلاحها ومعالجتها، والتحذير من أهلها بقدر الاستطاعة، إن لم يكن علنًا لمفسدة يرجون دفعها، فلا أقل من أن يكون ذلك عند من يهمهم الأمر ممن يُخشى أن يفسد عليهم حملة تلك الرايات دينهم، وأولى الناس بالدعوة هم أبناء تلك الجماعات أنفسهم، ممن يحسنون الظن بقادتهم، ويغترون بعلم ألسنتهم، وحسن كلماتهم؛ فلا يعرفون أنهم يركبون موجة الجهاد لتمويه مناهجهم، ويدفعون المخلصين للاستشهاد ليحققوا مآربهم.
ومن الخوض في الفتنة -كذلك- ، المبالغة في إثارة المسائل الاجتهادية التي اختلف فيها أهل الثغور، والتي هي خاضعة للسياسة الشرعية، وتحكمها المصالح والمفاسد، مثل مسألة "توقيت إعلان الدولة الإسلامية"، فهذه تحكمها اعتبارات كثيرة متعلقة بواقع العراق والأحوال الدولية عمومًا، والناس يختلفون في تقدير هذه الاعتبارات، فلا يجوز شق الصف وإثارة الفتنة من أجل مسألة كهذه، سواءً كان هذا بنصحٍ ليس فيه التزام الضوابط الشرعية للنصح، وبشكل يسبب الفرقة بين المجاهدين، أو كان بشن حملات جائرة ظالمة على المخالف في هذه المسائل، ورميه بالتهم المفتراة، وتأليب أهل العلم وعوام المسلمين ضده، فهذا لا يجوز من أي طرف ضد الآخر، فإن لم تكن الوحدة، فلا أقل من التعاون والتشاور والتناصح الداخلي، بغير أن نُشمِتَ في أنفسنا عدوًّا، أو نثير ضد إخواننا أحدًا.
وفي هذه الفتنة التي ما تزال دائرةً -أسأل الله أن يوفق إخواننا لإطفائها وأن تكون سببًا لينقى الصف ويتوحد الإخوة- ، قد انقسم الناس إلى أقسام، فمنهم من كان طرفًا مباشرًا في الفتنة، ومنهم من خاض في الفتنة بالكلام والتأييد، ومنهم من اعتزلها اعتزالاً تامًّا، ومنهم من مشى فيها بالإصلاح وسعى لوأدها وبذل جهده لإطفاء نارها، وهذا هو خير الناس فِعلاً، لو صدقَ، وأحسن..
أما الذي يزعم أنه ناهٍ عن الفتنة، داعٍ إلى الكف عنها وعدم الخوض فيها، وهو في هذا يبث سمومه، وينشر شبهاته، وينهى عن بيان الحق والتذكير بالثوابت، ويستغل أخطاء بعض أهل الحق الذين خاضوا في الفتنة ليُرجِفَ ويسعى في الأرض بالفساد، متذرعًا بالنهي عن الفتنة والدفاع عن المظلومين، وإحقاق الحق، فليس إلا كمن زعم إخماد النار بصب النفط عليها ليزيدها تأججًا وانتشارًا، وهل يفعل هذا إلا متسرع جاهل؟ أو خبيثٌ قد ابتدع في الإفساد طريقةً لم يهتدِ إليها قبلَه إلا قليلٌ من أكابر المجرمين من أخلص أعوان إبليس؟ فهؤلاء هم مقصودنا.. وهم السبئية الجدد..
هؤلاء السبئية الجدد، قد سُرُّوا أيما سرور بفتوى الشيخ حامد العلي وببيان الجيش الإسلامي، واتخذوهما حجة ليحرفوا الجهاد في العراق عن هدفه بدعوى عدم إثارة الفتن، فتشيعوا للشيخ والجيش، وجعلوا من انتقدهما أو قال بخطئهما داعية فتنة، وغر جاهل لا يعرف لأهل العلم مكانتهم، ولا لأهل الجهاد فضلهم، لا حبًّا للشيخ، ولا للجيش، بل غيظًا من أهل التوحيد وتشويهًا لصورتهم، أو انتصارًا لرأي يرونه، أو ليظهروا بمظهر أهل العقل والحكمة بحملهم لواء النهي عن الفتنة، وهم أول من سعى بالفتنة وتفريق الصف وزيادة آثار الخلاف.
إخوة التوحيد،
إن من أسرع إلى من خاضوا في الفتنة، فلم يميز بين من خاض فيها (غَيرةً وجهلاً) ومن خاض فيها (تربُّصًا وخبثًا)، فأغلظ على هؤلاء وهؤلاء، واتهم هؤلاء وهؤلاء، وخوّن هؤلاء وهؤلاء، لهو من السبئية الجدد.
وإن من دعا إلى إخماد الفتنة ونهى عن الخوض فيها في أحد المنتديات، لا دفعًا للشطط والظلم، والقول بلا علم، وهو مع هذا ساعٍ بالفتنة في منتدى آخر بالكلام والاتهام ونشر الأراجيف والأكاذيب، لهو من السبئية الجدد.
إن من رأى حرص أهل الحق على الاجتماع، ووحدة الصف، ونبذهم للتفرق والتنازع، فاتهمهم بحب الإمارة، واشتهاء السلطة، والتفرد بقطف ثمرات الجهاد، لهو من السبئية الجدد.
إن من وافق كلام أحد طرفي الفتنة من الموحدين هوىً في نفسه - سواءً كان هذا الكلام اجتهادًا أو خطأً محضًا- فنراه قد تولى نشره، والدفاع عنه، ونراه يتهم من خالفه بالتعصب والتبعية، ويرميهم بالغلو واحتكار الحق وفرض الرأي، لهو من السبئية الجدد.
إن من استغل سكوت بعض الموحدين عن الدفاع عن أنفسهم وجعله دليلاً على صدق ما اتُّهِموا به، وذهب يردد تلك التهم، ملمحًا ومصرحًا، لهو من السبئية الجدد.
إن من استغل الدعوة لعدم الخوض في الفتنة، وإحجام كثير من الموحدين عن الخوض فيها، فوسّع مفهوم الفتنة، حتى اعتبر الكلام في ثوابت التوحيد، والكفر بالطاغوت، والولاء والبراء، وتحكيم الشرع، من الكلام في الفتنة، لهو من السبئية الجدد.
إن من عمد إلى من كتبوا عن هذه الفتنة، فحرف كلامهم، أو حمله على أبعد محامله، ولم يرجع متشابهه إلى محكمه، ولم يقدم منطوقه على مفهومه، ليجعله طعنًا في أحد طرفي الفتنة من الموحدين، ثم لما نصُّوا على عدم إرادتهم الطعن في موحد، سارع إلى تكذيبهم، والتأكيد أنهم ما أرادوا إلا الفتنة، مثيرًا الفتنة، قاطعًا الطريق أمام المجمِل ليبيِّن، والمخطئ ليصلح خطأه، لهو من السبئية الجدد.
هؤلاء هم السبئية الجدد، قد اندسوا في الصف، يثيرون الفتن، ويسعون بالفساد، ويريدون تحويل مسار الجهاد، ويؤلبون الناس على أهل الجهاد بدعوى الدفاع عن المشايخ وأهل الجهاد، فكانوا شر وارث لطريقة ابن سبأ، فاستحقوا أن يُسَمّوا بالسبئية الجدد، فاعرفهم أيها الموحد، واحذرهم، وحذّر منهم، وإن كنتَ قد وقعتَ بغفلةٍ ، وحسن نيةٍ، في بعض خصالهم، فأقلع عن ذنبك، وعد إلى رشدك، وتب إلى ربك، وكن مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وكن رفيقًا بإخوانك، حريصًا على جمع الكلمة، واستقامة الصف، وصحة الدرب، وصفاء المنهج، ووضوح الراية. لا تجعل مرادك من النصح لوم المخطئ، بل تصحيح الخطأ. ولا تجعل غايتك من بيان الحق أن تُعرَف به، بل أن يُستجاب له.
وإياك أن تجعل مسائل الاجتهاد سببًا لعدم الاجتماع، وإياك إياك أن تقدم الاجتماع على الجماعة (الجماعة ما وافق الحق)، وإياك ثم إياك أن تقدم التوحد على التوحيد.
وقانا الله وإياكم الشرور والفتن، والعجب بالنفس والإعجاب بالرأي، وقلةَ الفقه وكثرة الكلام.
اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم انصر المجاهدين ووحد كلمتهم على كلمة التوحيد، اللهم اجعل عاقبة هذه الفتنة خيرًا على دولة الإسلام، والجيش الإسلامي، والجهاد في العراق عامّة، وطهر صفوف أهل الجهاد من أهل الزيغ والتردد والتذبذب، واكفهم شر أعدائهم وشر أنفسهم وشر إخوانهم.
اللهم اشفِ صدور المؤمنين، وعجل هلاك من آذوا الموحدين، واغفر لنا تقصيرنا في نصرة الدين.
وصلِّ اللهم وسلم على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم / بكر بن سليم بَكْرِيّ، الكِنانِيّ
ترقبوا ....
قريباً جداً....
استعدوا وشمروا عن سواعدكم....
سيف سعد- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 38
تاريخ التسجيل : 08/02/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى