هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهزيمه الامريكيه في العراق استراتيجيه و حضاريه ....

اذهب الى الأسفل

الهزيمه الامريكيه في العراق استراتيجيه و حضاريه .... Empty الهزيمه الامريكيه في العراق استراتيجيه و حضاريه ....

مُساهمة من طرف سيف سعد الإثنين أبريل 30, 2007 10:23 am

الهزيمة الأمريكية في العراق استراتيجية وحضارية .. والهزيمة في فيتنام كانت تكتيكية

الهزيمه الامريكيه في العراق استراتيجيه و حضاريه .... 2006-11-19_0C523AED-F985-4E96-9485-3E267A5319C1 يحلو للبعض أن يقارن بين كل من الهزيمتين الأمريكيتين في فيتنام والعراق، وأصحاب النية الحسنة في هؤلاء يقولون أن ما يحدث للأمريكيين في العراق يسير في نفس الخط والطريق لما حدث في فيتنام، ومن ثم فإن المحصلة النهائية للحرب في العراق ستكون هزيمة أمريكية أخرى على غرار الهزيمة الأمريكية في فيتنام.

ويستند هؤلاء إلى أن معدل الخسائر الأمريكية في العراق يقترب من نفس المعدل الذي كان في فيتنام، ولا بأس في هذا القول؛ لأن الهدف منه هو تشجيع استمرار المقاومة وحثها على المزيد لتحقيق الانسحاب الأمريكي، ولكن يجب أن نلفت النظر هنا إلى مجموعة من الفروض الموضوعية بين الحالتين.. منها أن المقاومة العراقية اندلعت سريعاً بعد سقوط بغداد، وأنها لم تكن جزءاً من نظام حكم سابق أو موجود كما في الحالة الفيتنامية التي اندلعت فيها المقاومة استناداً إلى نظام الحكم في "هانوي" _فيتنام الشمالية_ ومن ثم فإن الحرب في فيتنام كانت بين فيتنام الشمالية كدولة بكل إمكانياتها ومعها الحزب الشيوعي الدامي في فيتنام الجنوبية في مواجهة القوات الأمريكية في فيتنام الجنوبية مع حكومة وجيش فيتنام الجنوبية، وأن هذا الصراع كان موجوداً أصلاً قبل تدخل القوات الأمريكية، وأن القوات الأمريكية دخلت أصلاً لنصرة طرف على طرف .. وهذا يعني أن المقاومة العراقية بدأت من تحت الصفر، وأن ما حققته من إنجاز بهذا الحساب الجدلي هو نوعي واستراتيحي وكبير وعميق.

إن حساب الخسائر في هذه الحالة الفيتنامية يختلف عنه في الحالة العراقية، لأن الخسائر الأمريكية التي يتم الاعتراف بها في العراق تمثل فقط ما يسقط من قتلى وجرحى في الجيش الأمريكي، وبديهي أن العدد الصحيح أكبر كثيراً من المعترف به، ولكن لا يتم أصلاً حساب الجنود العاملين مع الجيش الأمريكي من المرتزقة أو المتطوعين من غير الأمريكيين رغبة في الحصول على الجنسية الأمريكية أو حق الإقامة في أمريكا فيما بعد، بالإضافة إلى خسائر الشركات المتعاونة مع الجيش الأمريكي في الحراسة أو الأمن أو النقل وغيرها، ومن شركات أمريكية في معظمها، كما أن القتلى منهم أمريكيون أيضاً في معظمهم، بالإضافة طبعاً إلى خسائر من جنسيات أخرى يعملون في تلك الشركات، وأعتقد _وفقاً لذلك_ أن معدل الخسائر في الحالة العراقية وصل إلى مستويات أعلى منه في الحالة الفيتنامية.

- إن الجيش الأمريكي في فيتنام لم يحصل على معونة عسكرية من خارجه، ولكن في الحالة العراقية فإن هناك قوات بريطانية وبولندية واسترالية وغيرها كثير جداً (حوالي 30 دولة شاركت بقواتها).

- إن القوات المعادية لأمريكا في فيتنام كانت تستند إلى كتلة شعبية متجانسة عرقياً ودينياً إلى حد ما، في حين أن المقاومة في العراق تعاني من خيانة القطاع الأوسع في كل من الشيعة والأكراد وهذا معناه أن المقاومة العراقية تعمل في ظرف أصعب، ومع ذلك أنجزت هذا الإنجاز العظيم.

- إن المقاومة في فيتنام كانت تتمتع بدعم هائل من الاتحاد السوفيتي السابق، والصين، والمجموعة الاشتراكية بالكامل، وهذا يعني قدرتها على الحصول على السلاح والتحويل والدعم الإعلامي والسياسي والدولي بلا حدود، استناداً إلى قوى توازي أمريكا في قوتها وربما تزيد في ذلك الوقت، في حين تعاني المقاومة العراقية من غياب كامل للدعم الدولي الرسمي، وعدم تعاون دول الجوار معها في أقل الأحوال، وفي معظم الأحوال محاولة ضربها وحصارها، وهذا يعني أن تلك المقاومة العراقية مقاومة عبقرية ورائعة، فهي تقاوم اعتماداً على ربها ونفسها والدعم الشعبي الإسلامي فقط.

- إن الحرب في فيتنام في الحقيقة كانت بين الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية وبين الولايات المتحدة!! في حين أن الحرب في العراق بين مقاومة شعبية فقط في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها ومواجهة دول الجوار ومواجهة خيانة قطاعات الشيعة والأكراد ومواجهة تواطؤ دولي كامل.

- إن المقاومة العراقية تواجه الولايات المتحدة ومعها كل هؤلاء في زمن وصلت فيه الولايات المتحدة إلى أعلى مستويات قوتها، بل وانفرادها بالهيمنة في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق.
في هذا الإطار فإن الحساب الجدلي للانتصارين العراقي والفيتنامي، يعطي تميزاً وحجماً أكبر وإنجازاً أكبر بكثير لصالح المقاومة العراقية.

بالنسبة للذين يحلو لهم المقارنة بين العراق وفيتنام من أصحاب النية السيئة، فهؤلاء يحاولون أن يقولوا أن المقاومة الفيتنامية كانت أذكي، وأنها استخدمت حرباً إعلامية ناجحة "الأستاذ محمد حسنين هيكل نموذجاً" وأن الوضع في فيتنام مختلف لأنه كان هناك دعم دولي هائل ودعم من دول الجوار، ودعم بين قطاعات الشعب الفيتنامي على عكس الحالة العراقية وأن ذلك سوف يضعف المقاومة العراقية في النهاية وأن ما حدث هو فشل أمريكي مؤقت وليس هزيمة، وهؤلاء بالطبع يعترفون دون أن يدروا بأن العوامل السابقة معناه أن المقاومة العراقية نجحت في تجاوز كل هذا، لأنها استمرت وزادت رغم كل هذه الظروف وكان يمكن أن تكون لوجهة نظر أصحاب الثبات السيئة بعض الصحة في بداية اندلاع المقاومة بمعنى أنها لن تستمر في مثل هذه الظروف؛ لأنها سوف تحتاج إلى سلاح وتمويل وأن ما لديها من سلاح ومال سينفد سريعاً "الأستاذ عبده مباشر نموذجاً"، ولكن الذي حدث أنها استمرت وتصاعدت ووصلت إلى مستوى غير مسبوق من نوعية العمليات بما فيها إسقاط الطائرات، ومهاجمة القوات الأمريكية من الداخل، والوصول إلى قلب مقر الحكومة العراقية في المنطقة الخضراء!! ومن ثم سقط منطق هؤلاء فوق رؤوسهم، بل كان اعترافاً واضحاً بعبقرية وتميز وروعة هذه المقاومة.
أصحاب النية السيئة يقارنون بين الحالة الفيتنامية والحالة العراقية، على أساس أنهم حتى لو سلموا جدلاً بهزيمة الأمريكان في العراق، فإن الهزيمة لن تكون نهاية أمريكا ولا بدء الصعود الإسلامي الشعبي، بل مجرد معركة، اكتشف الأمريكان أنهامكلفة، فانسحبوا منها، ولكنهم سينجحون في النهاية بوسائلهم وقدراتهم الهائلة في هزيمة هذه الظاهرة كما حدث مع المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي السابق، ولكن الصحيح أن المسألة مختلفة، لأن الانتصار العراقي سيكون رسالة لكل الشعوب الإسلامية والعربية وكل العرب أنه من الممكن – في ظل ظروف غير مواتية وسلبية وشديدة الصعوبة – أن تنجح قوة مقاومة شعبية صغيرة وسط محيط معادٍ ومتآمر مع غياب دعم دولي وإقليمي في هزيمة قوة جبارة، وقد انتقلت تلك الرسالة بالفعل، فالمقاومة الأفغانية اندلعت من جديد بعد سكون عدة سنوات وبدأت تحقق طريقها إلى الانتصار على قوات حلف الأطلنطي، وكذا المقاومة الصومالية..إلخ ، وهذا معناه أنه لا مستقبل للاستكبار الأمريكي في العالم.

إن الانتصار العراقي هنا كان انتصاراً استراتيجياً لأنه يعبر عن قوة صاعدة وليست غاربة، هي قوى الإسلام والحضارة الإسلامية التي يمكن أن تكون بديلاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً للرأسمالية والعولمة والمشروع الأمريكي الصهيوني، وأنها قادرة على إنقاذ العالم من ويلات الرأسمالية والعولمة، وقادرة على أن تصبح قاعدة للتحرر العالمي من الهيمنة الأمريكية، بل إنها نوع من بداية نزول المنحنى الحضاري الغربي لأول مرة منذ عدة قرون، وقد اعترف "هنري كسينجر" – حكيم الغرب – بذلك علناً عندما قال: "إن هزيمة أمريكا في العراق تعني خسارة الحضارة الغربية لمائتي سنة من الانتصار والإنجاز"، وقال نفس الكلام كل من "توني بلير" رئيس الوزراء البريطاني و"جاك شيراك" _رغم الخلاف الثانوي بين فرنسا وأمريكا_ رئيس الجمهورية الفرنسية قال: "إنه غير سعيد بانتصار المقاومة العراقية!! "وأنه لا يريد أن تنهزم أمريكا هناك".. ويمكننا أن نرصد أقوالاً في هذا الإطار لكل ألوان الطيف السياسي والفكري في أوروبا وغيرها.

وهكذا فإن الانتصار العراقي ، انتصار حضاري استراتيجي، نوعي، وسيكون بداية لصعود منحنى الحضارة الإسلامية من جديد ، وغروب أمريكا وانحطاطها، وبداية نزول منحنى الحضارة الأوروبية.


د. محمد مورو


سيف سعد
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد الرسائل : 38
تاريخ التسجيل : 08/02/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى